م. نصر رضوان يكتب: انت كم ستعيش وماذا تتمنى لوطنك؟

انا من جيل اكتمل وعينا وتخرجنا من الجامعات فى اواخر عهد الرئيس نميري.
حتي الان يمكننى القول بانه لم يحدث شئ جوهرى جديد فى السودان.
نحن للان نعيش فى نفس الدوامة السياسية فهناك صراع بين الكتلة الكبيرة التي تشكل كل المجتمع السودانى بعقيدته وتقاليدة وعاداته وبين قلة يسارية عالمانية متطرفة تلقت العلم فى خارج السودان ( روسيا العراق سوريا دول شرق اوربا ) فجاءت بافكار شيوعية سموها اشتراكية للتغطية على تعارض مبادءها مع الاسلام كالالحاد وشيوع المال والمرأة واباحية الجنس وشرب الخمر ( الفودكا) فى شوارع موسكو مثل المزيرة فى شوارع امدرمان القديمة.
هذه الفئة من دعاة الحداثة تؤمن حتى اليوم بضرورة ان تمتلك الدولة كل وسائل الانتاج وتقوم بتوزيع المال على كل فرد ( من كل علي حسب قدرته والى كل على حسب احتياجه ) فلقد مارست الشخصيات التى كانت تحيط بنميرى نفس الاساليب التى تمارسها البطانة التى تحيط بحمدوك اليوم من مصادرات وتأميم ومحاولات علمنة الدولة بدعوى الحداثة واعتبار قوانين الاسلام قوانين مقيدة للحريات وقوانين تهضم حقوق المراة وتكبل حرياتها فقاد الشيوعيون والعالمانيون وقتها نميرى الى سجن المتدينين ومصادرة اموالهم وقتلهم فى الجزيرة اباوود نوباوى فتشكلت جبهة معارضة له من حزب الامة والاتحاديين والسلفيين والاخوان وبعض الزهاد .
لما كبر نميري فى السن ترك ما كان يفعله ايام شبابه ( كما فعل معظم السودانيون تلك الايام ) وقرب اليه المسلمين المتدينين وكانت وقتها افكار الصحوة الاسلامية التي قام بها تحالف الاخوان والوهابية فى اوجها فاستادر نميري وضرب الشيوعيين وطبق الشريعة الاسلامية بسرعة بقيادة الاخوان والوهابية واعاد الاموال والمؤسسات المصادرة الي اهلها .
ما يحدث عندنا الان هو تكرار لنفس الاحداث والمستفيد فى النهاية هى نفس الدول ( امريكا التى تربدنا ان نطبع مع اسراييل الان ضمن صفقة القرن وروسيا التى بدأت تبنى قاعدة عسكرية لها فى بورسودان بالاضافة الى الدول التى تأكل على فتات ما ترميه لهم امريكا وهى دول اوربا الاستعمارية القديمة ذات المصالح المستمرة فى دولنا العربية والافريقية)
اذن تعال انظر معى كشخص ، انت الان عمرك يتراوح ما بين العشرين والستين عاما ،انت ماذا تريد من الدنيا غير حياة كريمة تحفظ لك كرامتك كمسلم وتضمن لك ان تدخل الجنة بعد ان يتوفاك الله تعالي فى مدى من (20الى40 ) سنة قادمة فى المتوسط ؟ اذن دعك من السياسة ومناصرة هذا الزعيم وذاك واعمل مع اقرانك على ان تغير واقعك الى ما يرضى الله واعلم ان الملك بيد الله يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء وانت لن يفرق معك ان يحكم بلادك هذا او ذاك فدعك من التعصب وتتبع عورات الحكام وقيل وقال واذا رايت منكرا فلتغيره بلسانك ان استعطت او بقلبك ولا تخض مع الخائصين لكن لا تقل ( وانا مالى) لان الجهاد سنة ماضية فى امة محمد خلف كل امام بر او فاجر الى يوم القيامة ….الحديث ) .
واريد ان اختم هنا بحكمة هندية عن حياة البشر ،قال احد فلاسفة الهند: ان الله تعالي خلق كل الكائنات متساوية الاعمار، ولكن لان الانسان طماع قام فسأل الله تعالى ان يعطية عشرين عاما من عمر الحمار ومثلها من عمر الكلب والقرد .فصار الانسان يعيش العشرون عاما الاولى كانسان من الطفولة للصبا لمطلع الشباب ثم يعيش العشرين عاما التى يليها كحمار يكدح ليجمع المال ليبنى مسكنه ويتزوح ثم يعيش العشرين التى تليها كالكلب ينبح على كل من اراد ان يأخذ من ماله شئ ثم العشرين الاخرين يقضيها كالقرد يأت بتصرفات تضحك كل من حوله عليه.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version