تفجرت الثورة واندلعت.
لماذا لا نجعلها ثورة لنا؟ وهي فعلاً كذلك
لماذا نصر على أن نجعلها ثورة لجهات محددة، ونضع بيننا، وبينها سدا منيعا؟
إن لم يتفق غيرنا في معنى الثورة لا يهم.
نأخذ مفهوم الثورة لنلبس عليه مضاميننا.
ما المانع؟
فإن كانت المنابر بأصواتها العالية لم تفلح في أخذ الحاكم من يده، ورده للحق ما المانع أن نحدث فيها ثورة؟
ثورة لا تتنكر لها، ولا تطلبها بمهام غير مهامها، وإنما ثورة لتثبيت الحق.
ثورة لتصحيح المسار.
بل قل ثورة لتثبيت المسار
دعونا ننطلق بشراع الثورة نفسه، ولكن بالاتجاه الذي نريد.
ما المانع؟
فإن كان الآخرون يريدون تغييرا للأفضل، فنحن نريد تغييرا للأفضل.
فلنحمل لواء الثورة، ولنرم الماضي خلفنا.
فالماضي لا يفيد، فإن كان شرا، فليذهب.
ماذا نريد به؟
وإن كان خيرا فلم يكن صامدا، وواقفا أمام تيار التغيير.
فلنعمل بالثورة على ما يثبته، ولنبحث عن جديد بالثورة؛ ليكون خيرا وقويا قادرا على الوقوف لا تسقطه الرياح.
لا نعاديها ما دامت هي سيدة الموقف الآن، نحتضنها، ونقول لكل متمسك بها لك ثورتك، ولنا ثورتنا.
فلتكن هذه الثورة جاهلية، فلنستخدمها.
الرسول صلى الله عليه وسلم استخدم ألفاظا وجملا جاهلية بعينها، ولكنه عليه الصلاة، والسلام غير مضمونها ف(انصر أخاك ظالما أو مظلوما) عبارة جاهلية بمعناها العصبي المنافي للحق.
و(انصر أخاك ظالما أو مظلوما) نفسها عبارة تنادي بالعدل، وإصلاح ذات البين بمعناها النبوي.
لماذا نصر على الماضي؟
فهو في كل الأحوال لن يعود.
صحيفة الانتباهة