(1 )
في الجزيرة استغرب كل من سمع السيد وزير الري وهو يصرح قائلا إن ازمة الري الحالية في الجزيرة سببها المزارعون انفسهم لانهم لم يلتزموا بالدورة الزراعية فتجاوزوها بزراعة مساحات اضافية مع أن الكل يعلم سبب الازمة الحقيقي وعلى رأس اولئك مهندسو الرى الموجودون في مواقع العمل والذين شكوا وبكوا من قلة الكراكات . ومع ذلك نحمد للسيد الوزير اعترافه هذه المرة بأن هناك ازمة رى حقيقية اما مبرره للازمة فقد جانب الحقيقة علما بانه هو شخصيا اول من قال بتجاوز الدورة الزراعية عندما صرح بأن وزارته جاهزة لزراعة ثمانمائة الف فدان قمح رغم أن الخطة التأشيرية لادارة المشروع كانت اربعمائة الف فدان وبعد قومة نفس رفعت الى ستمائة الف كما ان المساحة التي زرعت غير القمح هذا الموسم لم تزد عن المساحة التي اعتاد المزارعون عليها في المواسم السابقة بل نقصت والحساب ولد فان يزرع المزارعون شوية كبكى وكسبرة وفول مصري وخضروات بالاضافة للقمح في العروة الشتوية فقد اصبح امرأ معتادا فاذن ياسيادة الوزير سبب الازمة معروف والذي تسبب فيها معروف أما غير المعروف ففهو عدم المحاسبة ومع ذلك فهذا ليس موضوعنا اليوم.
(1 )
انما موضوعنا هو الإعلام وانحرافه عن دوره الرقابي والتحول إلى بوق رسمي فالمعروف عن قنواتنا وصحفنا انها كانت ومازالت خرطومية بحتة ولاتخرج من الخرطوم الا بمصاحبة المسؤول الذي يدعوها وبالتالي تنقل ما يريد صاحب الدعوة نقله (لانه دفع حق الزمبارة ) في القصة المعروفة والتي تنتهي ب(انت الزمبرت) لكن ربك رب الخير فك احتكار العملية الاعلامية بوسائط التواصل الاجتماعي التي عمت القرى والحضر واصبحت تنقل الاحداث بخيرها وشرها وكذبها وحقيقتها اولا بأول فكل السودان لابل كل السودانيين في الداخل والخارج يشاهدون هذه الايام ترع مشروع الجزيرة والحشائش تكسوها كأنما الخضرة التي عرفت بها الجزيرة قد تحولت من الحواشات الي القنوات مع الاختلاف بين خضرة القمح والكسبرة وخضرة الحشائش المائية (تاني جاب سيرة البحر)
(3 )
الذي ندعو له وسائطنا الاعلامية المؤسسية من قنوات وصحف خاصة الرسمية والمفترض فيها المصداقية بأن تحافظ على استقلاليتها وتكف عن مصاحبة المسؤولين وذلك بمجرد سماعها بحدث يستوجب التحقيق تسعى اليه بنفسها وتتقصى فيه وتقدم تغطيتها للمواطنين بما فيهم المسؤولين ليتم تلافي القصور وبهذا يصبح للاعلام دوره الرقابي والتوعوي للاسف هناك تقاعس كبير في هذا الامر حتى برامج (التوك شو) التي تقدم من داخل الاستديو انعدم فيها الرأي الآخر وكان ثورة ديسمبر المجيدة التي نادت بالحرية في مقدمة شعاراتها لم تمر على هذه المؤسسات علما بأن هذه المؤسسات تمتلك احدث الاجهزة واحدث تقانات الاتصال ولديها الكوادر المؤهلة فالناقص هو الارادة الحرة.
(4 )
واخيرا بحمد الله ثم بفضل الاستعانة بالكراكات غير الحكومية و(عصر) المزارعون على جيوبهم (وهذه ملحمة سنعود لها بالتفصيل إن شاء الله )حدثت انفراجة في ازمة الري في الجزيرة ونسأل الله ينزل علينا موسم برد قارس وطويل ويكفينا شر اللولوة في بقية مراحل النمو إلى الحصاد حتى تنتج الجزيرة مثل الذي انتجته في الموسم السابق وسؤال اخير من الذي يتحذ القرار في الجزيرة كزيادة المساحة المزروعة في الموسم وضرورة الالتزام بالدورة الزراعية..؟هل هو الري ام الادارة ؟ نحن هنا لانسأل عن مطبخ القرار اي صناعته انما عن اتخاذه (نمشي وين ومن سيرة البحر دي)
عبد اللطيف البوني – صحيفة السوداني