عمر القراي.. قبح الله وجهه !

سابدأ مقالى بقول الله تعالى (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ۝ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ۝ نَحْنُ نَقُصُُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ) [يوسف:1-3] صدق الله العظيم .
ذكرنى عمر القراى مدير المناهج التعليمية فى السودان بقصه من قصص سيدنا سليمان عندما أعلنت الشياطين الحرب على الأنس فبدأت تتلبس التجار ، وتتمثل بهم وتعبث بالناس من خلالهم ، فنشرت الفساد وعم الافساد ، وضل الشيوخ واصحاب الرأى ضلالا بعيدا ، وبدأ الهرج والمرج فى كل مكان .
اشمئز حقاً عندما يصادفنى مقطع من مقاطع هذا الرجل وهو يتحدث بكل بلاهه وصفاقه فى أمور المناهج ، وأمور القرأن الكريم وهو يتبنى نهجاً منحرفاً بشكل مقصود يضل الناس عن أسباب خلقهم ووجودهم ، قال الله تعالى ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56-58] فالغرض من الخلق هو العبادة ، والقرأن ليس مجرد كلمات إنما هو قصص وآيات عظيمة أنزلت حتى يتعلم البشر عن أمر حياتهم وعن تاريخهم وعن سبب وجودهم ، وعن موعدهم الأخير ، والانسان ليس مطالب بالحفظ بقدر ماهو مطالب بالقراءة والتدبر قال الله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)) صدق الله العظيم – سورة العلق
وجود شخص مثل القراى فى إدارة المناهج التعليمية أمر ينبئ بإبتلاء عظيم يصيب الأمة بل لا أشك أن يكون هو وامثاله من أسباب هذا الابتلاء الذى أصاب أهل السودان ، فالحرب على الدين لم تعد سراً وكل من يتحدث بآيات الله يطلق عليه القراى وأمثاله لفظ (“الهوس الدينى”) كنوع من التجريم ، والإتهام بعدم العقلانية أو الاتزان ، ولكننا نقول له نعم نحن مهوسون بكتاب الله وسنة رسوله .
إن حفظ القرأن بالنسبة للبشر هو فرض كفاية ، لكن تعلمه وتدبره هو واجب على كل مسلم صغيراً كان أو كبير ، ولن يستطيع كل من تسول له نفسه حذف القرأن من حياة الناس ، أما الذين زعموا بعدم صلاحية القرأن والاسلام لهذا الزمان ، من أمثال محمود محمد طه والذى يعتبر القراى من تلاميذه ، نرد عليهم بقول الله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ * وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴾ صدق الله العظيم [الرعد: 36، 37].
البلاد تمر بأزمات إقتصادية عارمة وتنحدر نحو إنفلات الأمنى أو المجاعه وهذا الرجل جالس على مكتبه ويستهزئ بالقران الكريم ، والكثير من المسلمين صامتون والبعض يبررون له أفعاله ، وهؤلاء قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم (عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ، أو ليبعثن عليكم قوماً ، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ” .)
فلقد تجاهلنا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فحق علينا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعث الله فينا مثل هذا القراى أتى من حيث لا نحتسب ليحيى نهج أستاذه محمود محمد طه والذى حُكم عليه بالرده وتم إعدامه بقرار شرعى ، فمنهجه كان فيه تحدياً وتغييراً جذرياً للرساله المحمدية التى هى صالحة لكل زمان وكل مكان حتى قيام الساعة .

كتبها : م. محمد نور السموأل 21 ابريل 2020

Exit mobile version