🔅✍ كتب أحدهم إلى صديقه يعتذر منه :
” مثلي هفا ومثلك عفا ”
فأجابه الصديق :
” مثلك إعتذر ومثلي غفر ”
ما ألطف الإشارة وأوجز العبارة
الذي يعفو عند المقدرة صبور والصبور والحليم يستحق أن يكون قائداً حقاً لحلمه وصبره , وأن يكون قدوة وإماماً للناس وأن يكون ذو سماحة سليم الصدر رحب السريرة ليس فيه عقدة نفسية ولا بغضاء للآخرين
” وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ”
” خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ”
” وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ”
” وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ، الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ”
أسوق هذه المقدمة لأناشد القائد الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادي الإنتقالي ورئيس قوات الدعم السريع وكذلك قائد ثاني الدعم السريع الفريق عبد الرحيم وكل قادة الدعم السريع نناشدكم بالعفو والصفح عن أحمد الضي بشارة ، لا تربطني به صلة قرابة ولا أتفق معه في طرحه فقط من ناحية إنسانية ونخوة سودانية وأخاء في الإسلام والوطن الذي يجمعنا جميعاً مع إختلافنا الفكري والسياسي الحزبي ، نتناول قضيته اليوم ونناشد حميدتي بالعفو عنه ، نعم كان مخطئناً في طرحه وكان مذنباً في تجنيه وكان غير محقاً في كل فيديوهاته ولايفاته ولكن أذا كان الله سبحانه وتعالي غفور رحيم فمن نكون نحن البشر ؟ أناشدك يا سعادة الفريق أول حميدتي أن تعفو عنه وتطلق سراحه وأنت الكبير وأنت الحافظ لكتاب الله وأنت العارف كل معاني التسامي والعفو عند المقدرة وثوابه وأجره عظيم عند الله ، العبد الذي يعفوا عند المقدرة كريم يقتدي بربِّه الكريم العَفُوُّ لكون الناس كلهم طُبع بكثرة الأخطاء , ولو أخذ كل أحد بخطئه لبقي لا أصحاب له ولا إخوان ..
وان كبيــر القـوم لا علم عنــده
صغير اذا التفّت عليه الجحافــل
وانّ صغير القوم وان كان عالـما
كبـــير اذا ردّت اليـــه المحافـــل
” وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ” صدق الله العظيم
يقول المقنع الكندي وهو شاعر مقل من شعراء الإسلام في عهد بني أمية ، وكان له محل وشرف ومروءة وسؤدد في عشيرته ، وكان متخرقاً في عطاياه ، سمح اليد بماله ، لا يرد سائلاً عن شيء ، يقول في رائعة من روائعه الشعرية :
وإن الذي بيني وبين بني أبي
وبين بني عمي لمختلف جدا
فأن أكلوا لحمي وفرت لحومهم
وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم
وإن هم هووا غيبي هويت لهم رشدا
وأن زجروا طير بنحس تمر بي
زجرت لهم طيرا تمر بهم سعدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم
وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
المقنع الكندي يوضح في البيت الأخير من الأبيات المذكورة أعلاه أنه ينسي حقد قومه ، مؤكداً أن ليس من الرؤساء من يحقد والإ أنتفت عنه صفة الرئاسة والمسؤولية ، لأن ذلك عار عليه من ناحية ودمار عليه وعلي المجتمع من ناحية ثانية ، انا متأكد أن هذه الرسالة والمناشدة ستصلك يا سعادة القريق أول حميدتي كن كبيراً فأنت الكبير وأعف عن أخيك أحمد الضي بشارة وستكونا أخوة أذا فعلت هذا وسيلتزم ونلزمه وسيكون عوناً وسنداً وأخاً لك .. أفعلها يا حميدتي وأتخذ قرار العفو ..
إبراهيم بقال سراج
*السبت 2 يناير 2021 م*