شعبهم الذي طالما تغنوا له وبه ضاق عليه الخناق ولا زال يكدح في الصفوف والمشافي والطرق المميتة

عشرات الشعراء والفنانين كانوا يتحدثون بلسان الشارع، يتفاعلون مع قضاياه، يذرفون القصائد والألحان ساعة الفجائع الوطنية، يَصبّرون حاجة أمنة، يشعلون الغضب في دم محمد آحمد، يلعنون (الأفاعي الحايمة من روتانا لي أمواج) يمسحون عرق الغلابى بطواقي الخوف، كانوا يناضلون ضد الفقر والمرض والموت المجاني حينها، القدال، هاشم صديق، أزهري محمد علي، عقد الجلاد، طارق أبوعبيدة وأخرين، فجأة ابتلعت القطط ألسنتهم، ولاذوا بالصمت المريب، وهم يعلمون جيداً أن الأوضاع أسوأ بكثير، وأن حاجة أمنة فاضت روحها، والأفق مسدود، وأن شعبهم الذي طالما تغنوا له وبه ضاق عليه الخناق ولا زال يكدح في الصفوف والمشافي والطرق المميتة، ويحتضن الرصاص، وأن” زي الحال دا يوم لا كان لا حصل” ما يعني أن مواهبهم كانت تحت سطوة أيديولوجية، مجرد مناديل سياسية تستخدم مرة واحدة، شعراء وفنانين عند الحاجة، أكاذيب من صنع أنفسنا، الوحيد الذي حافظ على ثوريته هو عركي، وقالها بصوت جهور(حكامنا بخونونا) رغم أنه أيضاً انتظر لحظة خيانة من داخل قوى الحرية والتغيير تعرض لها الحزب الأحمر القديم .!!.

عزمي عبد الرازق

Exit mobile version