هيثم كابو يكتب: عاش المربي ..!!

ضد التيار

* المجتمع يغير جلده يوماً تلو الاخر ..صدمات عنيقة تحملها الأنباء التي تنشرها الصحف مع إشراقة كل صباح ..الوجع يرقد بين المفاصل، والسياسية تأخذ كل المساحات تشاكساً وتناحراً واقتساماً للحقائب والكراسي والمآسي تتسرب بين الأصابع و(الناس في غفلة وما دارية بالحاصل) ..!!

* (المجتمع بخير) عبارة يرددها معظم الذين يعيشون (في غربة) داخل مجتمع لا يعرفون عنه شيئاً ..!!

* لن نقف كثيراً عند حادثة فتاة يعتبرها أهلها مخطوفة، بينما هي نفسها الخاطف إن صح الوصف، مما يجعلها تخرج للناس معلنة أنها غادرت منزل أسرتها لرفضهم زواجها من شاب أحبته، ورغم الجدل الذي أثارته الواقعة حول رفض ولي الأمر، إلا أنها تبقى مسألة تقديرية، فالقانون يعطيها حق الزواج ممن اقتنعت به، طالما أنها وصلت سن الرشد وتمتع بنعمة العقل، ولكن ثمة أنباء أخرها عندما تقرأها تشعر بكثير من الدهشة والذهول.

* عندما تنشر الصحف (خبراً صادماً) عن فتاة إعتدت على والدها ضرباً ب(عكاز) لرفضه شاباً تقدم للزواج منها؛ فإن الأمر يحتاج لوقفة وإعادة قراءة وتحليل (!!!!!!).

* لا تنساقوا وراء حزمة علامات التعجب، فالقصة بإختصار شديد تشير إلي (فتاة عشرينية) إعتدت على والدها بعصا غليظة لرفضه زواجها من شاب تقدم لخطبتها، مما أدى لإصابة (الوالد المجني عليه) بأذى جسيم، ليتم نقله بسرعة البرق لتلقي العلاج بالمستشفى بموجب (اورنيك 8) بعد أن دونت الشرطة بلاغاً تحت المادة (139) من القانون الجنائي، وتم توقيف (الإبنة المتهمة) رهن التحقيق وافرج عنها لاحقاً بالضمانة العادية..!!

* أساتذة علم النفس وعلماء الإجتماع يحذرون من خطورة ضرب الأباء للأبناء كوسيلة من وسائل التربية ..البعض يدعو لتكثيف جرعة التوعية والبعض الآخر يطالب بسن قوانين تحمي (الأبناء) من صفع وجلد وضرب (الآباء) ..!!

* الآن ..نحن في حاجة لناشطين يقودوا حملات تدعو لحماية الآباء المغلوبين على أمرهم من ضرب و(عكاكيز) وبطش الأبناء ..!!

* بذور الأحداث الغرائبية تنمو بكثافة عالية في تربة المتغيرات الإجتماعية الخصبة، وإنزواء علماء الاجتماع وغياب تحليلاتهم وتشريحهم وورشهم وأوراق عملهم يسقي السلوكيات الشاذة ويضمن لها رياً مستمراً، وكل ما يقوله الناس لأولياء الأمور :(هذا حصاد زرعكم و”خموا وصروا”) ..!!

* المجتمع يتغير ولا أحد يرهق نفسه بالتوقف والدراسة، ومن بعد ذلك ننتظر ميلاد أجيال معافاة مع رحم واقع مريض ..!!

* باتت الغرابة سيدة الموقف الآن، والعادية حدثاً غريباً، وطلاب الإعلام مع متغيرات اليوم لم يعد يبتسمون مع أنهم كانوا بالأمس يضحكون حد القهقهة و(أستاذ التحرير الصحافي) يقول : ” عندما يعض الكلب الرجل فذلك ليس بخبر، ولكن عندما يعض الرجل الكلب فذاك هو الخبر” ..!!

* ضرب بنت لوالدها بعصا لم يعد أمرا غريباً، وصفع إبن لوالدته يمكن أن تقرأه كخبر في صفحة الحوادث بعد وصول الأمر للشرطة (إذ لا كبير صاحب كلمة مهابة ومسموعة تحتكم اليه الأسرة)، ومن بعد ذلك من أين يأتي الضحك والإستغراب للطلاب و(رجل مسعور) يزرع أنيابه في فخذ كلب ..!!

* ويل للكلاب من سعر الرجال في ظل مجتمع غريب خلع رداء العادية وبات يركض في الشوارع عارياً من القيم ..!!

* تغير الزمن ..تبدلت الأحوال ..إنقلبت الصورة تماماً ..غابت الرجاءات و(تحانيس) البنات للوالد عبر الأم والأقارب عندما يرفض الأب عريساً لسبب ما بينما ترأه الفتاة فارساً لاحلامها..رحم الله الفاضل سعيد فقد نفدت قوافيه، وانتهت مدة صلاحية لحن الراحل محمد أحمد عوض الذي يصدح فيه شاديا : ” أبوي يا يابا ما تقول ليهو لا ..وافق عليهو انا راضية بيهو ..عليك الله ما تقول ليهو لا “.

* بالعودة للواقعة المؤسفة نقول أنه لن يكون (غريباً) إن أصرت الفتاة التي ضربت والدها بالعصا بعد تعافيه وخروجه من المستشفى على الزواج من الخطيب الذي تم رفضه، ولكن (الغريب حقاً) إن جاء الشاب بعد الواقعة طارقا الباب مرة أخرى لمعرفة رد (نسيبه وأسرته) ..!!

* أخيراً ..إذا كانت ثورة ضرب الأبناء بالعصي والعكاكيز للاباء والأمهات ستستمر، فنأمل أن يكونوا رحيمي القلوب ويبعدوا عن الضرب (بالحتة الفيها الحديدة) ..!!

نفس أخير

* يابا ارعى بتك وافرح بي جديدا

يابا ريدهم زاهي و(الدموم) شهيدة !

هيثم كابو – صحيفة الانتباهة

Exit mobile version