تناقلنا على مر السنين معلومات معينة عن كيفية عمل الدماغ، ولكن العلم أثبت أنها خرافات سائدة لا أساس لها من الصحة.
وفي هذا التقرير سلط موقع “خنيال” (Genial) الإسباني الضوء على بعض هذه الخرافات الشائعة عن الدماغ:
1- نستخدم 10% فقط من أدمغتنا
شاع اعتقاد أن البشر لا يستخدمون سوى عُشر كتلة الدماغ فقط. ويعود ذلك إلى سوء فهم دراسة أجريت مطلع القرن الـ20 توصلت إلى أن 10% فقط من الخلايا العصبية في الدماغ تكون نشطة في لحظة معينة من الزمن.
لكننا، وفقا لطبيب الأعصاب جون هنلي، نستخدم مناطق مختلفة من أدمغتنا باستمرار، مؤكدًا أن الأنشطة المتفاوتة ما بين سكب فنجان قهوة واتخاذ القرارات تتطلب تنشيط مجموعات مختلفة من الخلايا العصبية في الدماغ مع استخدام قدرات مختلفة.
2- الاستماع إلى الموسيقى يحفز الذكاء
في أوائل التسعينيات أجريت دراسة أظهرت تحسنا على مستوى قدرات التركيز لدى 30 طالبا، بعد سماعهم موسيقى موزارت دقائق قليلة. وهذا أدى إلى ظهور خرافة “تأثير موزارت” التي تنص على أن الاستماع للمقطوعات الموسيقية قادر على تطوير ذكاء الأطفال والرضع أيضا.
وأُجريت هذه الدراسة عام 1993، وشارك فيها طلاب في مرحلة معينة من العمر، وكُلّفوا بمهمة محددة.
وأظهرت النتائج أن أولئك الذين استمعوا إلى معزوفة موزارت كان أداؤهم أفضل لبضع دقائق ولكن ذلك لم يجعلهم أكثر ذكاء.
وعام 2003 أكدت دراسة أخرى أن الأطفال الذين تلقّوا تدريبا موسيقيا لم يكن أداؤهم أفضل في المهارات النفسية والحركية والتمييز العددي، من أولئك الذين تلقوا تدريبا بصريا.
إن اعتماد يد أكثر من الأخرى دفع كثيرين إلى الاعتقاد أنه يوجد نصف مهيمن في الدماغ. كما أن معلومات على غرار أن نصف المخ الأيسر مسؤول عن المنطق واللغة، في حين يساعدنا نصف المخ الأيمن على تطوير قدراتنا الإبداعية وحدسنا، دعم فكرة أن دماغنا يعمل بصورة غير متكافئة.
ولا يوجد دليل علمي يدعم وجود مثل هذه القطبية، حيث يمكن لأصحاب اليد اليسرى تطوير قدرات منطقية كبيرة ويمكن لصاحب اليد اليمنى التمتع بقدرات إبداعية عظيمة. كما أن استخدام يد أكثر من الأخرى يرتبط كثيرًا بالوراثة تماما مثل لون الشعر، وليس بالقدرات الأكثر تطورًا في الدماغ.
4- الألعاب الذهنية تجعلك أكثر ذكاء
ومن بين الأساطير الشائعة الأخرى عن الدماغ هي أن الذكاء يزداد بممارسة تمارين التدريب الذهني، على غرار ألعاب الذاكرة وألعاب الفيديو والكلمات المتقاطعة وغيرها من الآليات التي أثبتت فعاليتها في الوقاية من الأمراض العقلية وتدهور الخلايا العصبية، ولكنها لم تثبت أي دور لها في تطوير ملكة الذكاء.
5- نعمل بشكل أفضل تحت الضغط
قد يكون الضغط من أجل الانتهاء من واجب مدرسي أو من العمل أمرا مرهقا، لكن هذا الشعور في بعض الأحيان يمثّل حافزا يساعدنا على المضي قدما في إنجاز المهمات بطرق لم نتخيلها إذا لم نشعر بهذا الضغط. ومع ذلك فإن هذا لا يعني أبدا أننا نعمل بشكل أفضل تحت الضغط.
تدفعنا مستويات الضغط إلى الاستعداد والتأهب لنُقدم أحيانًا أفضل ما لدينا، لكنّ دراسة قامت بها جامعة “كاليفورنيا” في بيركلي أظهرت -وفق ما نقلت مجلة “خنيال”- أن إبقاء أنفسنا تحت الضغط بشكل مستمر من الممكن أن يؤدي إلى تلف الوصلات العصبية وإحداث أضرار جسيمة بالدماغ.
الجزيرة