سهير عبدالرحيم تكتب: زوجتّك نفسي

سيطّر (فيديو) لفتاة في مقتبل العمر تتحدث في الشارع العام وهي تحمل بطاقتها القومية و تعلن تزوجيها لنفسها من أحد الشباب ، سيطر (الفيديو) على مواقع التواصل الإجتماعي
الفتاة بدأت مثل الأسطوانة المشروخة التي تمت تغذيتها بمعلومات ثم أصبحت تعيد و تكرر تلك المعلومات ، بدأ واضحاً أن الفتاة تعرضت ( لغسيل دماغ ) لم تخرج منه إلا ببعض الآيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة التي أساءت فهمها أو تم توصيلها لها بطريقة خاطئة. ملخص (الفيديو) أن الفتاة أعتقدت أن الحرية الشخصية والمدنية تعني إن تحني رأس أبيها و تكسر عين أشقائها وتضرب بحديثهم عرض الحائط و تزوج نفسها لمن أعتقدت أنه شخص مناسب في المحكمة العامة.
الفتاة لا تعلم أنها وضعت أول حجر أساس في إنهيار عش الزوجية السعيد المزعوم ، فالأمر لا يتعلق فقط بعقوق الوالدين أو كسر خاطر والدتها أو إشعال النيران في قبيلتها التي خرجت تبحث عنها أعتقاداً أنها أختطفت الأمر أكبر من ذلك أنه يتعلق برجل أول مايفكر فيه أنه سيقول إمرأة باعت أبيها و أمها و أخوانها و بيتها غداً ستبيعني أو بعد غداً ..وذلك أول درس لإزدرائها.
الفتاة لا تعلم أن هنالك رجال يتزوجون من فتيات من أسر كريمة و عريقة و محافظة و يظل أحدهم في أنتظار مشاورات الخيلان و الإعمام شهوراً و أياماً للسؤال عن أصله و قبيلته و أسرته و أخلاقه و تعليمه و عمله ثم تمتد المفاوضات لشهور أخرى وأخيراً يوافقون له أو ربما يرفضونه.
هؤلاء الرجال ورغماً عن تلك المفاوضات يأتي أحدهم ليذيق تلك الفتاة صنوفاً من الأذى و الألم النفسي والمعاملة السيئة والإضطهاد و الخيانة و ربما العطالة والعيش على عاتقها بعضهم لا يمنعهم من إيذاء نسائهن إلا خوف أحدهم من أسرتها و رجال أسرتها والذين يعلم أنهم من الممكن أن يقوموا بدهسه و هرسه كما تطحن الذرة.
هذا حال النساء الكريمات المحترمات فمابالك يا فتاة برجل يلتقيك على بوابة المحكمة ، في غياب أبيك و شقيقك و عائلتك ليقدم لك أول هدية في حياتك الجديدة عبارة عن نظرات إزدراء و إحتقار تطاردك من الجميع حتى ربما المأذون نفسه.
كيف تبنين حياتك مع رجل إرتضى لك خسران أسرتك ،كيف تثقين في رجل خان ميثاق الرجولة و عبر أليك من النافذة عوضاً عن الباب. كيف ترتضين لنفسك الهروب مع رجل أياً كانت قيمته وتقصمين ظهر أبيك. حسناً حديثني لمن ستلجئين حين تطير السكرة و تبقى الفكرة ماذا بعد أيام شهر العسل ، ماذا ستفعلين حين يغضبك أو يضربك أو يؤذيك أو يخونك إلى من ستلجئين ، من الذي سيحميك و ينصرك و يسند ظهرك.
خارج السور :
همسة في أذن كل فتاة لا يوجد رجل في العالم يستحق أن تخسري و تهيني و تذلي أباك وأمك لأجله.

صحيفة الانتباهة ((

Exit mobile version