عبد الرحيم حمد النيل يكتب فض اعتصام

اخبار السودان » كتابات » عبد الرحيم حمد النيل يكتب فض اعتصام

كتابات
عبد الرحيم حمد النيل يكتب فض اعتصام
تم النشر منذُ ساعتيناضف تعليقاًمصدر الخبر / جريدة الديمقراطي

جريدة الديمقراطي
مصدر الخبر / جريدة الديمقراطي

هكذا
فض اعتصام
✍🏽عبد الرحيم حمد النيل
• في صبيحة الجمعة 30-12-2005 قُتل 25 سودانياً، معظمهم من الأطفال، وأصيب العشرات بجروح، خلال عملية إجلاء قامت بها الشرطة المصرية، لإنهاء اعتصام للاجئين السودانيين أمام مقر للأمم المتحدة في القاهرة.
• واعتبر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس_ آنذاك_في بيان، أنه “ليس هناك مبرر لمثل هذا العنف والخسارة في الأرواح”. لكن مسؤولاً سودانياً قال إن من حق مصر أن تنهي الاعتصام.
• في فجر الثلاثاء الماضي، الساعة الواحدة صباحاً داهمت الشرطة السودانية جموع اللاجئين المعتصمين أمام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وفضت اعتصامهم وقامت بنقلهم عبر دفارات إلى فناء بسوبا الشاحنات وتركتهم هناك في العراء الفسيح؛ وقد ذكر لاجئون أنهم تعرضوا للضرب وفقدوا هواتفهم النقالة وبعض مقتنياتهم الشخصية؛ لكن لا يوجد ذكر لجرحى أو مفقودين. وتقول الأخبار إن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين قدمت طلباً إلى وزارة الخارجية والتي بدورها خاطبت وزارة الداخلية لتنفيذ هذا الأمر.
• خلال التاريخ القريب والبعيد؛ ظل السودانيون يهاجرون إلى شتى بقاع الأرض هرباً من ملاحقة الأنظمة الشمولية والدكتاتورية، وإنقاذاً لحيواتهم المهددة ثم بحثاً عن فرص معيشية أفضل، حتى تم استنزاف كامل لأن الهجرة سرقت أفضل العقول السودانية وإذا أجريت بحثاً ستجد أن قائمة العشرة الأوائل للشهادة السودانية كلهم الآن في بلدان بعيدة ينعمون فيها بفرص حياتية أفضل وقد أثرت هذه الهجرة النوعية كثيراً وانعكست آثارها السلبية على بلادنا بشكل كبير.
• في كل يوم وفي جميع أنحاء العالم ثمة أشخاص يتخذون أحد أصعب القرارات في حياتهم: وهو مغادرة بلدانهم بحثاً عن حياة أفضل وأكثر أماناً.
• ولا ينبغي أبداً أن تجبر الحكومات أحداً، في أي وقت من الأوقات، على العودة قسراً إلى بلد يمكن أن يتعرض فيه لخطر انتهاكات حقوق الإنسان. وعوضاً عن ذلك، ينبغي أن يُوفر للاجئين مكانا آمنا للسكن وفرصة للعمل والتعليم والحصول على الرعاية الصحية.
• في سودان الثورة لا يجب أن تحدث مثل هذه الحوادث؛ فلقد جربنا في معركتنا الطويلة ضد نظام الإنقاذ الدموي كافة أنواع الهجرات للعسف الذي مارسه مع كل المختلفين معه وعنه، سياسياً، عرقياً ودينياً؛ وربما يتذكر كثير من المسؤولين الذين طالهم التشريد بما فيهم رئيس الوزراء عبدالله حمدوك نفسه الذي تمت إحالته للصالح العام وفصله من وزارة المالية بعد انقلاب الإنقاذ فضرب في مناكب الأرض يبحث عن فرصة أخرى مثله مثل كثير من أبناء شعبنا الذين ذاقوا الويل.
• في السنوات العشر الأخيرة ضاقت أوربا ذرعاً بالمهاجرين غير الشرعيين الذين يأتونها عبر البحر من إفريقيا هرباً من الشقاء الذي يواجهونه في بلدانهم؛ والذي تتحمل الدول الاستعمارية قسطاً كبيراً منه بدعمهم للطغاة الذين يحكمون هذه البلدان بالحديد والنار، ولبيعهم الأسلحة للحكومات المستبدة، ولمساهمتهم الكبيرة في إفقار شعوب المنطقة منذ الاستعمار ونهب مقدرات هذه البلدان.
• رغم كل ذلك سعى الاتحاد الأوروبي جاداً لمنع هذه الهجرات عبر ما سماها بعملية الخرطوم” والتي جعلت من الخرطوم مركزاً قارياً لمكافحة الهجرة غير الشرعية وعبر هذا الباب تم تمويل مليشيا الدعم السريع للتصدي لهذه الهجرات الحدودية وقمع المهاجرين ومنعهم من عبور الحدود السودانية.
• لكلّ إنسان الحق في التنقّل بحرية، وهو حقّ يكفله الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وواجب الدول صون كرامة المهاجرين والمهاجرات وحمايتهم/نّ من كل عنف وبطش وظلم. فوجود المهاجر في وضعيّة غير قانونية لا يعني أنّ حقوقه معدومة. وبهدف صون هذه الحقوق، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمّال المهاجرين وأفراد أسرهم في 18 ديسمبر 1990، ولكن لم يصادق عليها حتى الآن للأسف سوى 54 دولة من أصل 198، وتتضمّن 5 دول من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ليس من بينها السودان.

صحيفة السوداني

Exit mobile version