زاهر بخيت الفكي يكتب ارحموا المواطن يرحمكم الله..!!

تلفتت دكتورة هبة وزيرة المالية (المُكلّف) يُمنة ويُسرة ولم تجد شيئاً تدعم به خزينتها الخاوية بعد تصريحاتها الأخيرة الخطيرة بأنّ الوزارة ماشة بقدرة قادر سوى زيادتها (السرية) لأسعار المحروقات التي تفاجأ بها المواطن في محطات الوقود ، وأردفتها بمقترحٍ آخر أسوأ بكثير من زيادة المحروقات والمُتمثِل في عزمِها على زيادة الدولار الجُمركي من 18 جنيه إلى 55 جنيه ، تخيّل معي عزيزي القارئ مآلات هذه الزيادة (إن) أصرّت الوزيرة على تطبيقها لضخ المزيد من الايرادات للخزينة العامة على حساب المواطن (المُعدم).
(أخطرت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، اتحاد أصحاب العمل السوداني اعتزامها زيادة تعرفة الدولار الجمركي ووفق مصادر بأصحاب العمل أنّ المالية قدمت مقترحاً أولياً في مشروع موازنة 2021 بزيادة الرسوم الجمركية من 18 جنيهاً إلى 55 جنيهاً في المرحلة الأولى ، وتعتزم الوزارة زيادة التعرفة الجمركية على السلع غير الأساسية ، وتعمل لجنة إعداد مشروع موازنة العام 2021 بوزارة المالية على وضع سياسات اقتصادية وصفتها مصادر بأنها قاسية على المواطن خاصة في ما يتعلق بالتعويم المتدرج لسعر الصرف ، وزيادة التعرفة الجمركية تحت مبررات إعفاء السلع الأساسية من الرسوم الجمركية.)
ما يجري في وزارة المالية من تخبُط في السياسات يقودنا إلى نتيجة واحدة بأنّ اختيار حمدوك وحاضنته السياسية للدكتورة هبة للإمساك بهذا الملف الشائك لم يكُن موفقا ، لا سيّما في ظل هذه الظروف المُضطربة المُعقّدة والتي ازدادت اضطراباً وتعقيداً بجائحة كورونا وغيرها من المُتغيرات الاقتصادية الدولية وتزامنها مع خروجنا بصعوبة من هُوةِ الإنقاذ العميقة إلى براحاتِ ثورتنا العظيمة ، إذ لم يلحظ المواطن أي تغيير ولم يلمس أي تحسُن يُميزهُا ويضعها في مكانٍ لم يصل إليه من سبقوها من وزراء الإنقاذ الذين تعاقبوا على الوزارة لأسباب في الغالب لا علاقة لها بالمؤهلاتٍ الحقيقية التي تدعم أصحابها لملء هذا المقعد الخطير ، وحواء السودان أنجبت من بيدهم القدرة على الابداع والإيتاء بالخُطط السليمة والبدائل التي تصُب في مصلحة المواطن وتُعينه على العيش الكريم وتُجنبه الضغط الذي أرهق كاهله ، وما من جنيه يدفعه التاجر للدوله اليوم إلّا ويأخذه غداً أضعافاً مُضاعفة من المواطن بلا رحمة .
ماذا يُريد هؤلاء من المواطن ، وقد رفعوا يدهم عن كُل مدعوم ، وأعانوا عليه بلا مُبالاة التجار وتركوهم يُمارسون عليه كُل أصناف الجشع ، واستغلوا لهثه المتواصل وراء تدبير معاشه ومرّروا كُل ما يُريدونه من سياساتِ مفروضة عليهم من جهاتٍ دولية وعدتهم (كذباً) كما وعدت غيرهم في أن تدعم مسيرتهم وتُحقّق لهم ما يصبون إليه مُستقبلاً والخاسِر من قبل والأن هو المواطن الغلبان كان الله في عونه.

زاهر بخيت الفكي – صحيفة الجريدة

Exit mobile version