لو قيل لمجموعة من الصغار في مرحلة رياض الأطفال هذه مجموعة مكعبات و قطع بلاستيك أصنعوا لنا بها شيئاً جميلاً ، فأول ما سيقوم به هؤلاء الأطفال هو تركيب المكعبات في شكل منزل أو كوخ وإحاطته بسور و صنع أرضية خضراء ولا بأس من بعض الزهور هنا وهناك .
المهم في الأمر أن هؤلاء الأطفال مهما كان بساطة و تواضع ما يصنعونه فهم قطعاً لن يصنعوا شيئاً قبيحاً أو مسخاً مشوهاً .
الشاهد في الأمر أن رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك و جوقة المهرجين خلفه كانوا يحتاجون أن يشاهدوا مجموعة من الأطفال و هم يصنعون و يبنون و يعمرون بمكعبات صغيرة شكل حياة .
ماحدث أن الرجل و حكومته غير قادرين على جمع مكعبين بل غير قادرين حتى على التفكير والإبتكار والتطوير للمكعبات التي بين يديهم ، وكل ماقاموا به أن وضعوا المكعبات بعضها فوق بعض بصورة عشوائية دون أن تشكل بناءً أو حتى مظهراً حسناً و دون أن تكون قادرة على الصمود .
الخطاب الأخير لوزارة الطاقة بزيادة أسعار الوقود و توحيد السعر التجاري مع السعر المدعوم و الأخبار المتداولة عن رغبة وزارة المالية في زيادة الدولار الجمركي ثلاثة أضعاف والحديث المتواتر عن رغبة بنك السودان في زيادة السعر التأشيري للدولار و تعويم الجنيه ، هذه الأخبار تعتبر آخر مسمار يدق في نعش هذه الحكومة .
أنه اللعب بالنار وليس سواه ، حتى لعب الأطفال بالمكعبات لا يجيدونه، على الأقل فالأطفال قادرون تماماً على صنع الجمال و الفرح أينما حلوا ، المؤسف في الأمر أن شهادات الدكتوراة التي يحملونها لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به ، الدكتوراة و الشهادات العليا و الخبرات ينبغي أن تنعكس تغييراً حقيقياً في حياة المواطن بأن يلمس خطط واضحة و قرارات مدروسة و مشاريع تنمية مشهودة .
أين النهوض بالمشاريع الاستراتيجية أين نفرة القمح الشتوي والذي يشكل ٤٠٪ من استهلاك المواطنين ، أين الأفكار لتوظيف الشباب ، أين ذهب الدعم الخارجي لتغذية المنظمومة الصحية ، أين برامج التعليم ، أين الأمن والسلام الذي سكبت لأجله ملايين الدولارات .
هل سألتم أنفسكم يا حمدوك و يا وزير المالية و يا وكيل وزارة الطاقة كيف بربكم ستكون تكلفة تعرفة المواصلات و مشوار الركشة و طبق الفول و سعر الخبز و زجاجة الدواء … أن ما يحدث الآن لا اسم له سوى الإفلاس ، إفلاس سياسي و إفلاس فكري و إفلاس عقول و رؤية .، بل من هذا العبقري الذي يخطط لكم بئس الدكتوراة أنتم و بئس مادرستم و ما تعملون .
خارج السور :
ما لا تدركونه جيداً أن عقارب الساعة تمضي إلى الأمام … وأنتم تتراجعون إلى الخلف ، و أكبر أخطاءكم أنكم فقدتم الإحساس بالوقت .
صحيفة الانتباهة