تعجبت كثيراً للمنشور الذي أصدره مكتب النائب العام والذي شدد فيه على عدم استخدام القوة المفرطة وعدم استخدام الغاز المسيل للدموع او الرصاص لتفريق المتجمهرين ، ثبت لي بما لا يدع مجالا للشك ان البيان كان يغازل الشارع ويحاول بدهاء كسب ود الساسة وارتداء زي حسن النوايا والتجمل للعامة حتى يدرأ عن نفسه اي شبهات في حال تم استخدام العنف وبالتالي يلقى باللائمة على عاتق الشرطة وكأنها هي من خالف تعليمات النائب العام وهي من تسعى دوما لقمع المتظاهرين السلميين وحماية الحكومة على حساب المواطن، لا يا سيدي النائب العام ليست هناك حسن نوايا والشرطة لا تجرؤ على اتخاذ خطوة دون اجراءات وتعليمات مباشرة منكم والا فمن الذي أمر بفض اعتصام شارع القصر وهل تجرؤ الشرطة من تلقاء نفسها على تفريق معتصمين سلميين دون صدور تعليمات بتفريقهم تصدر مباشرة من رئاسة الحكومة للنائب العام ويقوم النائب العام بانزالها لأرض الميدان عبر وكلاء النيابات .
لماذا فضضتم اعتصام القصر لشبابنا الاشاوس الذين لم يكونوا يحملون حراباً ولا سيوفاً ولم تكن لديهم اي نوايا سيئة بتنفيذ عمليات نهب او سلب ؟؟ الاجابة هي انكم استخدمتم الشرطة لتفريق المتجمهرين خوفاً من سقوط الحكومة في ايدي الثوار فانهم ان تركوا ليلة واحدة حتى الصباح لتزايدت الأعداد واستطاعوا اسقاط حكومتكم والاتيان بعهد جديد ولكن الخوف الذي ملأ القلوب جعلهم يتجهون لتفريقهم ليلاً قبل ان يرتدي الصباح لباسه، شفتو الخوف بيوصل وين وهنا فقط سقطت جميع الأقنعة والتصريحات الهوائية الخادعة التي يبدو بظاهرها عذب الكلام وفي باطنها السياط والتعذيب والترهيب، من المسئول عن بتر يد ثائر الحلفايا ؟؟ أليس هذا قمع باستخدام قوة مفرطة لماذا ترتدون زي (النعاج) ليصبحوا حملاً وديعاً في نظر الشعب وترغمون الشرطة على ارتداء زي (الذئاب) باعتبارها اداة القمع الناجعة الحامية للنظام؟؟ محاولاتكم المستمرة للتدخل في صميم عمل الشرطة وواجباتها لايليق، ليس من حقكم التدخل في أعمال ومهام الشرطة وليس من حقكم التدخل في اتخاذ قرارات ووضع خطط امنية فهي من صميم عمل الشرطة وليس النيابة وليس من حقكم ان تصدر اي توجيهات لاي ادارة شرطية فتوجيهاتها في يد قادتها فقط وليس في يدكم لذلك ليس من حقكم ان تأمر بنشر قوات مباحث او أمنية لجمع المعلومات وليس من حقكم ايضاً تحديد مستوى واحد من استخدام القوة لمواجهة موكب ضخم لا تعرف أعداد القادمين فيه ولا نواياهم ولا تستطيع التكهن بها فان شئت وان كنت حريصاً على الشعب كما تدعي من خلال تصريحاتك فعليك بالنزول لارض الميدان بنفسك والإشراف على العمل، بالله دعوا الجلوس في المكاتب والمقاعد الوثيرة واهتموا بأمر الشعب واتركوا التصريحات البراقة جانباً فهي لاتسمن ولاتغني من جوع ونحن نراكم بعين الحقيقة وليس بعين القطيع الذي تبهره التصريحات والمناشير وتوغر صدره .
لا أجد تفسيراً لتدخلاتكم في شئون غيرك وتصريحاتكم المتواترة بين الفينة والاخرى والتي تثير عصبية البعض وهي تعني لي اما انكم لا تعرفون حدود سلطاتكم وبالتالي تتغولون على سلطات غيركم؟، او أنكم قد منحت تفويضاً كاملاً من المجلسين السيادي والوزراء وكل أعضاء رئاسة الدولة والجهاز التنفيذي ككل بان تقوم بواجبات الشرطة وان تكون وصياً عليها وفي هذه الحالة نطالب مدير عام الشرطة باستفسار الجهاز التنفيذي والنائب العام عما يحدث وان وجد ان هنالك تفويضا للنائب العام ليكون وصياً على الشرطة فنحن نطالبك ايها المدير العام بتقديم استقالتك فوراً فالشرطة التي ظلت طيلة عقود من الزمان تعمل بمهنية عالية ولم تكن يوماً مسيسة او خاضعة لجهة اخرى تملي عليها التعليمات او تؤثر على ادائها ….وسنواصل.
هاجر سليمان – صحيفة الانتباهة