ليبقى هذا الموكب مناسباً للإعتراف ، لطالما انه يمثل (أداة قياس ) للمسافة بين الحكومة والشارع ، حينما أزيحت بعض الأغطية وانبجس عن الحقائق ماكشفها ، لتبدو لعين الناظر والمتابع مساحة كبيره اسمها (الفراغ العميق ) ، كلما تقدمت فيه قطارات الثورة في سكة النور تعيق سكتها كثير من ( القطوعات ) غير المتوقعة المتمثلة في بعض القرارات ( المنسية ) التي ان تعاملت معها الحكومة على محمل التنفيذ لكفت نفسها شر القتال …ويأبى القطار إلا ان يواصل المسير
فغريب ان تُوقد اليوم الشمعة الثالثة لذكرى ثورة ديسمبر المجيدة ، وتعترض الحلق غصة تبكي قصة اسمها ( القصاص ) وتنكمش بعض الأحلام عنوة وهي التي تعلقت بأهداب الأمل ، ان يكون مثل هذا اليوم مختلف بفرح مختلف ، لكنها إرادة البعض الذين يحاولون ملياً ، في ان يجعلوننا سجناء في هذه الدائرة ، دائرة الهتاف المغلقة ، التي تجعل الصوت تترجم حباله ، (بحة ) ذات الكلمات التي كان الهتاف بها في ثورة ديسمبر المجيدة (١٩ ديسمبر ٢٠١٨ ) ، تلك الشمعة التي أضاءت الليل حنيناً عندما كتبت على ( سبورة ) المشهد تسقط بس ، وكأن ( بس اللعينة ) هذه جاءت لتكون سبباً في أن لامبارح مرحلة السقوط.
ولأن الكلمة للشارع دائماً ، فلا احد يستطيع ان يطوُعه نحوه ، إن كان شخصا أقل من مكانه الذي وهبته له الثورة ومعه ( حزمة ثقة ) ، فالثورة كما تمنح تمنع ، وكما تقدمك الي الامام ( تسحبك ) بكل سهولة الي مكانك الحقيقي ، دون ان يكلفها هذا حفنة ندم .
لذلك وغيره لابد ان تعي الحكومة جيدا ، ان المواكب هذه المرة قد لاتبدو كما هي بصورتها النمطية التي عهدتها ، لطالما انها مواكب ( تحذيرية ) تجاوزت فيها الحكومة كل الفرص التي مُنحت لها ، عدة مرات ففي (جرد الحساب ) خرجت الحكومة ببوابة عدم ولايتها على المال العام وان الشركات الكبرى يسيطر عليها العسكر ، ولكن ومنذ ذلك التاريخ هل استطاعت الحكومة ان تسترد هذه الشركات ام اننا مازلنا سنعيد ذات اللافتات التي كتبت عليها المطالب من مخازن الثورة ..هذا اولاً .
ولاأعلم كم يلزم الثوار من موجة ، حتى يستقيل مدني عباس مدني ، المحتمي برجال الأعمال ، المختفي خلف فشله ، يدير المؤامرات على الوطن ، وعلى ( الشخوص ) حتى تتحقق له رغبته في ( البقاء ) دون ان يكتب عنه صحافي مقال يكشف فيه سوءة إدراته ، ومايعانيه المواطن في الحصول على قطعة خبز ، ازمة ستستمر لطالما ان هناك من يلعبون أدواراً ( غبية ) على خشبة المسرح الثوري يرتدون الأقنعة ، ليخفوا وجوهم التي لاتليق بالثورة ، لتستمر ازمة الصفوف باستمرارهم … وهذا ثانياً
ليمتد الهتاف نحو اللصوص الذين يحاولون سرقة الثورة واؤلئك الذين سرقوا (البلد ) دون محاكمه فما بين الجرائم ضد الإنسانية والمال العام والجرائم ضد المبادئ التي تدفع ضعاف النفوس الي تغيير مجرى نيل الثورة ، يقف ثائر بكل عنفوانه يصرخ على وجه كل سارق دون ان يستحي لطالما انه شريف نضيف عفيف يتأبط حلمه ، ويتلفح قطعة قماش كتب عليها ( تسقط لما تظبط ) استرداد ثورة ..يبقى ثالثاً .
و(وحق الشهيد ماراح لابسنو نحنا وشاح ) لن تذوب هذه ابدا ولو ذابت جبال الأرض ، الي ان تتحقق العدالة ، هذه الحقوق التي تعلو على المطالب ، ولن تسع الارض كل من ضمته قائمة إجرام اسمها ( المجلس العسكري ) وعندما يلحق اللوم هؤلاء يجب ان لايمس الجيش (الرشاش ) فكل تلحقه اللعنة حسب ذنبه و (لاتزر وازرة وزر اخرى ) .. وهذا الرابع الأول .
عامان وحكومة بنصف ثقة وربع إنجاز ، ليت يكون لها عُشر مسؤولية لتصنع فرقاً عاجلاً وسريعاً ، حتى لاتخرج بذات البوابة ، فثورة بهذا الوعي لن تقبل ان تكون في المنتصف … اما ان تكونوا بحجمها .. او تنحوا جانباً ، فالطريق للثورة ، والكلمة أيضاً ، فقط تابعوا عن كثب !!.
طيف أخير :
وحاتك ياوطن ترتاح ومهما طال عليك الليل مصيرو يطل عليك صباح
صحيفة الجريدة