بعدك مريا إتيتمت والساقية أضناها الأنين!!

في المقال الذي كتبته على هذه المساحة قبل أسبوعين أرثي فيه الفنان حمد الريح كنت أبحث عن صديق دراسة أهداني كاسيت (الساقية) ونحن على أعتاب المرحلة المتوسطة قبل نيف وثلاثين عاماً ، تساءلت عما فعلته الأيام ووفاة حمد الريح بالصديق الأستاذ ياسر سعد عبد الرضي نجل الجنرال الذي دوخ حركة قرنق في تلكم الأيام .
كم كنت حفياً بصوت الأستاذ ياسر الذي يقود دفة التعليم الخاص بمحلية أبوسعد الآن وهو ينساب عبر الهاتف بعد كل تلكم السنوات التي افتقدته فيها، هاتفني ياسر ليعزيني في حمد الريح الذي عشقناه سوياً وأدمنا رفقة أغنياته ونحن بعد يافعان نتأهب لدخول الدنيا زادنا الصداقة والأحلام والأغاني ..

لا أحول بينكم ورسالة ياسر الذي بحثت عنه في المقال فجاءني صوته مخنوقاً وحروفه حزينة تبكي فقدنا الجلل:
كتب: ياسر سعد عبدالرضي..
فقدناك يا حمد الريح فقدنا زولاً كان حنين
حزنت عليك كل الحروف وكل الغناء أصبح حزين
بعدك مريا إتيتمت والساقية أضناها الأنين
أحمد وراء التيران يخب ما غيرت حالو السنين
هداه بس طول السفر الليلة لفقدك حزين
مسكين يغالب في الدموع محتار يقبل تاني وين
وين اللكان صوتن طروب وين الكلام الكان رصين
وين العفيف وين الشفيف وين الخلوق الكان رزين
طير الرهو هاجر رحل وبلادو مامعروفة وين
فرد جناحو مع المغيب ما شافتو من تاني عين
بكتك أميرة وبكتك توتي وبكاك النيل وعم الزين
حنو لأرض الجزائر والمراكب والطنابير الترن
إتذكروا ناس ليلى ساعة الليل إجن
والقمري فوق نخل الفريق يبكي ويحن
نحمل رسائلنا وأشواقنا لحبائبنا وللأهل
للقاطعين الرسائل الأحلى من عسل النحل
الليلة فات حمد الحبيب ودع الأحباب رحل
رحلت معاه كل الدرر الوصية وتائه الخصل
سلم بعيونك وأحلى منك ولما الفراق يحصل
بلادك حلوة أرجع ليها ودار الغربة مابترحم
تعال لأهلك الطيبين ملوك العزة مابتندم
رحلت يا قيثارة الألحان رحلت يا أروع نغم
حياتنا من غيرك سراب وإحساسنا من بعدك عدم
سمعنا بالفقد الأليم وبكينا يوم جانا الخبر
بالله يا طير المشارق هل عرفت لهم أثر
أو جاء منهم طارق أو مرة طيف عبر
حليلو قال ناوي السفر واغربة الفل والزهر
حليلو قال ناوي السفر كيف الوداع لمن تحين ساعة السفر
الليلة جد حصل الفراق وطعم الألم جوانا مر
بس إنت في أعماقنا خالد في كل لحظة ويوم يمر
والله ما بننساك محال في قلوبنا لأخر العمر
نهديك حروف يا أجمل أحرف في الدهر
نهديك زهور حاشانا وأنت ندى الزهر
نهديك عيوننا عشان نستريح الدنيا بعدك مابتسر ..

محمد عبد القادر – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version