الفريق ركن إبراهيم الرشيد يكتب: هل ننسى أياماً مضت؟

الفريق ركن إبراهيم الرشيد

أجمل الأيام التي يعيشها الطالب الحربي بعد انتهاء التدريب، يوم حفل التخرج وبالتحديد لحظة عزف انشودة، هل ننسى أياماً مضت، بموسيقى القرب وايقاع الطبل وهم يغادرون ميدان الاحتفال بالخطوة البطيئة مرددين تلك الانشودة بفخر وعزة وشمم، ويردد الحضور معهم بنشوة وفرح حتى يكتمل خروجهم من ميدان الاحتفال ليعودوا مرة اخرى تزين كتوفهم النجوم وفوق الكتوف واجب مقدس ومسؤوليات جسام، وهل اكبر من مسؤولية قيادة الرجال استعداداً للدفاع عن الارض والعرض؟
أخي القارئ الكريم نحن في شهر الاحتفالات والافراع والاعياد، شهر ديسمبر وفيه عيد اعلان الاستقلال من داخل البرلمان 19 ديسمبر وانطلاقة ثورة الشباب، وفيه اعياد الكريسماس ورأس السنة وعيد الاستقلال واعياد الشكر لدى المسيحيين، والكل على امتداد العالم يردد انشودة هل ننسى اياماً مضت، ولكل ايام لا تنسى.
من أين جاءت تلك الانشودة وما هو اصلها وفصلها ومن صاحب كلماتها الذي ادخل الفرح في نفوس الناس ومن اين جاء لحنها الرائع الذي يدغدغ العواطف والاحاسيس؟
جاء في الاثر ان شاعرها اسكتلندي الجنسية يدعى روبرت بيرنز وهو يمثل رمزاً تقليدياً للثقافة الاسكتلندية. من اكثر قصائده شهرة وانتشاراً على امتداد العالم قصيدة (أولدلانج ساين)
قصيدة اصبحت خالدة وهي تعبر عن الصداقة والوفاء وتردد بلحنها المميز البديع في مختلف انحاء العالم.
ارتبطت القصيدة بلحنها الخالد المستمد من الفلكلور الاسكتلندي التقليدي الذي اشتهر اكثر من كلمات القصيدة نفسها خاصة ان كلمات القصيدة تختلف باختلاف اللغات التي تترجم اليها بينما يظل لحنها الفريد باقياً ومطرباً.
الشعب السوداني يعرف تلك الانشودة جيداً ويرددها بطرب ونشوة في شتى المناسبات. لقد ترجم القصيدة للغة العربية الاستاذ احمد محمد سعد المعلم ببخت الرضا وكان ذلك في العام 1951م. واليك نص الترجمة للقصيدة كاملاً:
هل ننسى أياماً مضت هل ننسى ذكراها
هل ننسى أياماً مضت مرحاً قضيناها
من اجل ايام مضت من اجل ذكراها
فلترفعن علم الوفاء من اجل ذكراها
*
كم قد رتعنا في الربى فرحاً بمثواها
كما قد قطعنا من زهور من ثناياها
كما قد مشيناها خطى كم قد مشيناها
فلنرفعن علم الوفاء من اجل ذكراها
*
كم قد سبحنا في الغدير معاً صباح مساء
واليوم يفصل بيننا بحر به هوجاء
من اجل ايام مضت من اجل ذكراها
فلنرفعن علم الوفاء من اجل ذكراها
*
هذي يدي يا صاحبي قدم اليّ يدا
ولنخلصن نياتنا ولنصدق الوعدا
كم مرحنا كم طربنا اذ طويناها
ايام انس زاهيات كيف ننساها
– كل عام اخوتى رفقاء السلاح واحبابي قراء الاتكاءة وانتم بخير سائلين الله ان يديم الافراح والمحبة والالفة بين ابناء وطننا العزيز.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version