شهدت الساحة الغنائية خلال العامين الماضيين انتشاراً كثيفاً للاغنيات الهابطة ، حيث غابت الكلمة الرصينة وحلت مكانها المفردة المبتذلة، ظهرت وجوه لاعلاقة لها بالطرب، وشعراء (نص كم) فرضوا أنفسهم وملأوا الساحة بالكلمات المبتذلة …
إن انتشار الغناء الهابط يشكل خطراً على ثقافة الأجيال القادمة بعد عصر ذهبي طغت عليه اغاني القامات الفنية (محمد وردي وابوعركي ومحمد الأمين)،التي شكلت وجدان الناس وحافظت على الذوق العام.
انتشر الغناء الهابط وتفشى في جسد الأغنية السودانية كسرطان خبيث، أغنيات هنا وهناك تفتقد لقواعد الذوق والأخلاق، وتعج بالإيحاءات التي تخدش الحياء، الأمر الذي يحتم علينا التنبيه لخطر كبير على اجيالنا القادمة.
الأسباب كثيرة لتمدد الغناء الهابط، وانحطاط الذوق العام، فغياب الرقابة على الأعمال الفنية ساهم في تخريب وتشويه الذائقة ليتحول الغناء إلى كلمات سخيفة يصاحبها بعض الصخب الموسيقي، كما أن ركود الحركة الإبداعية ساهم في بروز أسماء لاعلاقة لها بدنيا النغم، فمايقدم الان يمكن أن يكون غثاء ولايمكن أن يكون غناء.
لم يتوقع أحد أن يتوارى شعراء الفن الأصيل لصالح دخلاء يظنون أنفسهم شعراء وهم (غثاء) حد انهم يكتبون اشعاراً باهتة تشعر الملتقى بالغيثان، من المؤسف أيضاً أن بعض شعراء الأغنية الكبار تحولوا لكتابة القصائد الهابطة مسايرة لمايطلبه (سوق الغناء)، ممايطرح تساؤلاً عريضاً. هل غادر الشعراء من متردم!؟
الذائقة الفنية مصابة بلوثة سمعية وبصرية، حيث استغل البعض فضاء الإنترنت الحر لبث التلوث عبر منصات غير مقننة (فيس بوك _يوتيوب.. الخ) فتجد بعضهم يطاردون أخبار (القونات)، ويتناقلون فيديوهات(المغارز ) المحتشدة بألفاظ قاع المدينة، ويسألون عن جديد ( الرنق والغرز )، فالاغنيات المتداولة على قارعة الاسافير تحمل الفاظاً مبتذلة وأفكاراً سيئة، ترسخ لعادات وإيحاءات غير أخلاقية
لا بد من تصفية دخلاء الفن واشباه الفنانين من الساحة الفنية، وإعادة صياغة الوجدان من جديد بدرر طواهر واغنيات اماجد.
السوداني