محمد عبد الماجد يكتب: الطيب مصطفى يكتب عن (خفي حنين) حين رفع السودان من القائمة السوداء

(1)

 هجمة شرسة تعرض لها رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك في زيارته إلى دولة إثيوبيا الشقيقة. معتبرين أن دولة رئيس الوزراء لم يجد الاهتمام ولا الاحترام والتقدير في إثيوبيا، زاعمين أن حمدوك قطع زيارته بعد التجاهل الذي وجده من الحكومة الإثيوبية!!

 هبّ أولئك الناس فجأة للكرامة السودانية والعزة واعتبروا أن حمدوك أساء للكرامة السودانية بعد أن نجح الأخير في إنهاء عزلة السودان الخارجية وفي إعادة مكانته بين الدول بعد أن كان السودان على مدى (30) عاماً يعاني من الاضطهاد والإهمال ويصنف دولة (إرهابية) ، تعافه الدول الكبرى وتقاطعه.

 سوف أكتفي بالرد على تلك الهجمة التي اختلفت مشاربها وصدّرت للناس صورة غير حقيقية لزيارة رئيس الوزراء إلى إثيوبيا بما كتبه الباشمهندس الطيب مصطفى والأستاذ إسحاق فضل الله أمس بهذه الصحيفة.

 الطيب مصطفى الذي ثار لكرامة حمدوك وانتفض من أجلها واعتبر أن الحكومة الإثيوبية لم تحترم حمدوك ، هو نفسه الذي سبق أن وصف حمدوك بـ (الدلدول) وهو نفسه من كتب عنه أمس في المقال الذي اعترض فيه على معاملة إثيوبيا لرئيس الوزراء السوداني الآتي : (أرجع لأقول كثيراً ما أسائل نفسي : لماذا يلازم الفشل حمدوك في حله وترحاله ، لا يفارقه في ليل ولا نهار ؟ لن أقتنع بمنطق قلة الكفاءة والخبرة باعتبار أنه ليس رجل دولة ، ولا يعرف أبجديات السياسة فضلاً عن شخصيته التي لا تحسن الإدارة ، فقد كان موظفاً أممياً اعتاد على نمط معين من التقارير المكتبية ورمت به الأقدار بمنطق الحظ لا أكثر (شختك بختك) أو (قام من نومو لقى كومو) بينما كنا في حالة تخبط غاب عنها العقل والحكمة).

 الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل يتحدث عن رئيس الوزراء بهذا الكلام ويدعي في الوقت نفسه غضبه من أجل الكرامة السودانية بسبب معاملة الحكومة الإثيوبية لرئيس الوزراء السوداني…وهو له أن يسيء لمن يشاء، غير معني بالكرامة واحترام الغير.

 دعكم من هذا – حمدوك الذي قال عنه الطيب مصطفى (قام من نومو لقى كومو) هو الذي سعت له حكومة (الإنقاذ) صاحبة شعارات الدين (ولن نذل ولن نهان) من أجل أن يكون وزيراً للمالية فرفض ذلك – هل كان (نوم) حمدوك وقتها حسنة يجب أن تجازيه عليها حكومة البشير التي بذلت المطارف والحشايا من أجل أن يكون وزيراً لماليتها فعف عن ذلك؟

 أين كان (التخبط) حينها وأنتم تترجون وتتوسلون من أجل أن يكون حمدوك بكل هذه الصفات وزيراً لمالية حكومة البشير؟

(2)

 الشيء المدهش في مقال الطيب مصطفى أمس أنه بدأ على طريقة أستاذنا البوني برمية قدم فيها التهنئة للشعب السوداني على رفع اسم بلاده من قائمة الدول الرعاية للإرهاب ..وكتب الطيب :(نحيي أي جهد بذل لتحقيق هذا الإنجاز الكبير ونشكر بلا أدنى تردد الذين قاموا به ذلك إننا تربينا على قيمة العدل المطلق) ، ثم انطلق بعد هذه الكلمات التي جعلها الطيب مصطفى في مقدمة عموده لوصف حمدوك بالفشل وهو يقول عنه (لماذا يلازم الفشل حمدوك في حله وترحاله ، لا يفارقه في ليل ولا نهار ؟) وأمريكا التي أزالت اسم السودان من القائمة السوداء شهدت لحمدوك بنجاحه في إدارة هذا الملف والعالم كله يعرف ذلك ، ويأتي الطيب مصطفى بعد أن سكت على النظام البائد الذي جعل السودان دولة إرهابية ويصف من عمل واجتهد لحذف اسم السودان من تلك القائمة بالفشل!!

 لا أعرف ما هي معايير الفشل عند الطيب مصطفى؟

 الطيب مصطفى الذي كتب عن زيارة حمدوك لإثيوبيا: (سمع الناس بما ألحقه حمدوك بنفسه وبشعبه من إهانة وهو يعود من أديس أبابا بخفي حنين بل بدونهما بعد سويعات من سفره إليها) – كاتب هذه الكلمات سرعان ما نسي إشادته برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب …تجاهل هذا (الكنز) الذي عاد به حمدوك من الولايات المتحدة الأمريكية وجاء يبكي وينتحب على عودة حمدوك من إثيوبيا بخفي حنين أو بدونهما.

 لا يستوعب الطيب مصطفى أن زيارة حمدوك إلى إثيويبا لم تكن من أجل المكاسب (المادية) ، فليس عند إثيوبيا شيء يريده السودان وإنما كانت تلك الزيارة في إطار العلاقات (الأخوية) المتينة بين البلدين ..والدور العظيم الذي لعبته إثيوبيا في المفاوضات بين قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري..وليس هناك دليل على أن الحكومة السودانية لا تريد شيئاً من إثيوبيا أن الحكومة السودانية وفي ظل هذه الظروف الصحية والاقتصادية الصعبة فتحت حدودها للإخوة الإثيوبيين لتستقبلهم الأراضي السودانية بنفس الطريقة التي فتحوا بها قلوبهم لهم.

 أما انتحاب الطيب مصطفى على ما أصاب حمدوك وشعبه من إهانة بسبب عودته بعد سويعات من إثيوبيا ، على طريقة حسني مبارك الذي عاد بعد ربع ساعة من أديس ابابا بعد أن حاول نظام البشير قتله ، نرد فيها على الطيب ونقول لقد كان الرئيس المخلوع يسافر عن طريق رأس الرجاء الصالح لأن المحكمة الجنائية كانت تلاحقه ، وكان يحسبون في تستره وتكتمه وتخفيه (بطولة) – عاد البشير من جنوب أفريقيا (هارباً) بعد أن كادت المحكمة الفيدرالية أن تلقي القبض عليه وهو يرتعد خوفاً وكان الطيب مصطفى حينها ومن معه يطلقون على البشير (أسد أفريقيا) وكان البشير إذا سافر إلى الصين أو إلى أية دولة عربية وضع أنصاره أيديهم على قلوبهم خوفاً مما يمكن أن يلحق بالرئيس الذي تلاحقه المحكمة الجنائية.. حتى إذا عاد سالماً خرج أنصاره يحتفلون في الشوارع بسبب عودته سالماً.

 الآن الطيب مصطفى يحدثنا عن إهانة إثيوبيا لحمدوك وشعبه.

(3)

 سوف أدلف إلى نقطة أخيرة وهي نقطة سوف آتي بها من كتابات الطيب مصطفى وإسحاق فضل الله. نقطة تثبت قوتنا بعد الثورة وعودة الهيبة لنا رغم هذه (الإهانات) التي تحدث عنها الطيب وإسحاق.

 كتب الطيب : (حمدوك كان يعلم أن آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا لم يكن راضياً من استرجاع الجيش السوداني أراضي الفشقة المحتلة من إثيوبيا خلال فترة حربه ضد جبهة تحرير التقراي)..لم يقل الطيب المحتلة في العهد البائد. وتحدث الطيب عن موقف السودان من سد النهضة وعن التدريبات التي قامت بين الجيش السوداني والمصري.

 هذه أمور تؤكد عزة السودان وقوة حكومته.

 بعد هذه الأشياء لا يعنينا أن يخلف آبي أحمد (كراعه) أو لا يخلفها في حضرة حمدوك كما كتب الطيب مصطفى أمس.

 اسحاق فضل الله في نفس الاتجاه كتب :(آبي أحمد يحدث حمدوك غاضباً عن تدخل القوات السودانية في أراضيه).

 بلغنا من القوة أن يحدثنا اسحاق عن دخول الجيش السوداني في الأراضي الإثيوبية..أهذا يعتبر قوة أم ضعفاً؟ تلك هي مهانة أم هيبة؟

 ما لكم كيف تحكمون؟

(4)

 بغم /

 السؤال الذي أريد أن أوجهه للطيب وإسحاق / انتوا مع آبي أحمد أم مع حمدوك؟

 وهل انضم الأساتذة الأجلاء للجالية الإثيوبية في الخرطوم؟.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version