وهكذا يلف السفير البريطاني الاستعماري عرفان صديق واعوانه في الداخل والخارج الحبل على رقابنا ويشدونه شداً عنيفاً كما فعلوا في العراق الذي مزق تمزيقاً ، وكما فعلوا للشعب العراقي الذي قتل تقتيلاً وشرد تشريداً ولا يزال يعاني من المؤامرة الكبرى التي فعلت به وبوطنه العزيز الافاعيل.
نعم لا يزال ذلك السفير يقود المخطط الأثيم ضد السودان بتواطؤ مع تابعيه من قوى اليسار وبني علمان وسادته الاستعماريين في الخارج ، واذا كنا قد عبرنا بالامس عن سعادتنا برفع اسم السودان من قائمة الارهاب فانهم للاسف كتموا فرحتنا من خلال استصدار الكونغرس الامريكي في نفس الوقت تشريعاً آخر باسم *(قانون التحول الديمقراطي والشفافية المالية في السودان لسنة 2020)* ازهق به روح قرار رفع السودان من قائمة الارهاب وفطسه تفطيساً.
وهكذا سحبت امريكا بالشمال ما منحته للسودان باليمين (وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا)!
خطورة القانون انه يتآمر على قواتنا المسلحة ويستهدف حرمانها من ادارة وتطوير والتحكم في صناعاتها الحربية ويعاملها بصورة تختلف عن الجيش الامريكي ومعظم جيوش العالم بما في ذلك الجيش المصري الذي يسيطر ويتحكم في كل اقتصاد مصر وليس فقط في الصناعات الحربية.
لذلك لم ادهش ان يزور الوفد العسكري الصهيوني قبل نحو اسبوعين منظومتنا الدفاعية قبل الشروع الفعلي في عملية التطبيع وباذن من قيادتنا العسكرية المتهافتة والمهرولة بصورة مريبة وغريبة ، في تناس عجيب لما قامت به (اسرائيل) من قصف لمصنع اليرموك قبل نحو اربع سنوات بحجة اتهام السودان بتهريب الاسلحة لحركة حماس الفلسطينية!
المقال القنبلة الذي نشره استاذ القانون والعالم النحرير ووزير الخارجية الاسبق دكتور الدرديري محمد احمد يكشف الكثير المثير الخطر الذي يعوق قرار رفع السودان من قائمة الارهاب ويشترط التخلي عن ثوابت وطنية راسخة يمثل التنازل عنها تنازلاً عن السيادة الوطنية وتجريداً للجيش السوداني من قوته تمهيداً لمخطط خطير يستهدف الوحدة الوطنية للسودان والتي يعتبر الجيش
اهم ممسكاتها.
اكرر مرة اخرى بأن المؤامرة على السودان من خلال المخطط الذي يستهدف قواته المسلحة يذكر بما حدث للعراق الذي فعلت به امريكا وبريطانيا ودول النيتو بالتعاون مع بعض الدول العربية العميلة ما حدث قبل مئة عام من تقسيم للعالم الاسلامي وفقاً لاتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا عام 1916ثم وعد بلفور عام 1917.
ظللنا نتساءل عن تغافل البرهان وقيادة الجيش السوداني طوال الفترة الماضية وصمتهم عما يجري حولهم بل تساءلنا عن عدم مساءلة ومحاسبة رئيس وزراء الغفلة حمدوك عن ارساله خطاباً صاغه عرفان صديق بدون علم البرهان والمجلسين السيادي والوزاري لارسال بعثة عسكرية اممية مهمتها ان تمارس الوصاية على السودان، كما ظللنا نحذر من الدور القذر الذي يقوم به ذلك السفير ولكن المكتولة ما بتسمع الصايحة!
انتقل لقضية لا تقل اهمية وهي قانون (جاستا) الامريكي : Justice Against Sponsors Of Terrorism والذي يعني العدالة في مواجهة رعاة الارهاب.
هذا القانون الامريكي الساري منذ عام 1916 قصد منه تخويل اي مواطن امريكي بان يقاضي امام المحاكم الامريكية اي شخص او دولة مارست عليه الارهاب ، ولذلك فان هذا القانون يعطل تماماً (الحصانة من المساءلة) التي ظل الرئيس البرهان يطالب بها الادارة الامريكية ، ولا علاقة له بقرار ازالة اسم السودان من قائمة الارهاب ، وبالتالي فان القضايا المرفوعة من بعض الاسر الامريكية التي تحاول اقحام السودان في احداث 11 سبتمبر 2001 والتي دُمر فيها برجا مركز التجارة الدولي ستخضع لقانون جاستا الذي ينزع سيادة الدول ويمنح القضاء الامريكي سلطة سيادية على كل العالم.
إذاً فانه اذا كان اسم السودان قد رفع من قائمة الارهاب فان قانون جاستا يعتبر السودان راعياً للارهاب متى ما تقدمت بعض الاسر الامريكية بدعاوى ضد السودان وكلفت من يتقاضى باسمها في مواجهة السودان ، وهو ما حدث بالفعل!
فهل نحن مع قانون جاستا محصنون ومرفوع اسمنا من قائمة الارهاب ،وهل من ضمان الا نخضع لذات الابتزاز الذي كلفنا 335 مليون دولار في احداث لا ناقة لنا فيها ولا جمل؟!
أخيراً اقول للرئيس البرهان والمكون العسكري في مجلس السيادة ولقيادات القوات المسلحة إن وضعهم البيض كله في سلة قحت التي يعلمون ويوقنون انها وحزبها الشيوعي ظلوا يستهدفون القوات المسلحة السودانية ويحرضون صبيانهم ليهتفوا في الشوارع (معليش معليش ما عندنا جيش) كان خطأً مريعاً وظلماً فادحاً للمكونات الوطنية الاخرى خاصة تلك التي قاتلت معهم وقدمت ارتالاً من الشهداء.
لو كنتم استعنتم باصحاب الخبرة من المعسكر الاخر مثل الدكتور الدرديري ود.محمد احمد سالم ود.عبدالرحمن الخليفة ، لما حدث لكم ما يحدث اليوم وقد ضيق الخناق عليكم وعلى السودان.
كان المأمول ان تقفوا على مسافة واحدة من الجميع ولكنكم اقصيتم الاقرب اليكم وقربتم الابعدين ، وللاسف فان المكر السيء لا يحيق الا باهله.. فهلا اتعظتم وحاولتم استدراك ما يمكن استدراكه قبل فوات الأوان؟!
الطيب مصطفى – صحيفة الانتباهة