هل سيدين حمدوك الإعتداءات الإثيوبية على السودان ؟

يحاول أبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي جر السودان إلى مواجهة عسكرية من خلال اطلاق يد ميليشياته المسلحة، لتقتل وتحرق وتغتصب داخل الأراضي السودانية، وهو يظن أن الجيش السوداني ضعيف ومحاصر بالأزمات، ويعلم أيضاً أن أصدقاءه في المكون المدني، يخوضون معركة داخلية لتجريد الجيش من قوته ومصادرة شركاته، وجعل رئيس الأركان تحت رحمة هبة وزيرة المالية، لتجود عليه بحفنة جنيهات لشراء الأسلحة، وبالتالي فهو الوقت المناسب لتضرب إثيوبيا داخل العمق السوداني، كما حدث اليوم من اعتداءات غادرة راح ضحيتها ٤ من أفراد قواتنا من بينهم ضابط رفيع الرتبة.

وإن لم تصدر إدانة واضحة من صفحة حمدوك أو من وزارة الخارجية على الأقل، بعد بيان الجيش، فإن الجنرال الإثيوبي يكون بذلك قد ربح نسبياً، وهو الذي يبحث عن معركة بعيدة تغطي على جرائمه الداخلية، وتعزز صورته كبطل قومي، سيما وأن إثيوبيا تعاني من تصدعات عميقة، وتغلي بالداخل، مثل بركات قابل للانفجار في أي وقتٍ، وقد انفجر بالفعل .

وبالرغم من أن الغرب حرص على الاعتناء بإثيوبيا من خلال الدعم المتواصل وتدفق الاستثمارات، لتكون بمثابة دولة نموذجية في أفريقيا، لكن هشاشة الأوضاع الاقتصادية داخلها عموماً، وتعقيدات الحكم الفدرالي، والصراع السياسي الذي بدا يتخذ طابعاً عرقيا، وطموحات القادة المحليين، والديكتاتور الشباب المفتون بالسُلطة أبي نفسه، جعلت من الرعاية الغربية أشبه بطلاء الجدران القديمة، هذا إن لم تكن المباني نفسها مهددة بالسقوط .

عزمي عبد الرازق

Exit mobile version