نجاح باهر ضواي لثورة ديسمبر.. تفاؤل لا هو رخيص ولا خفيف الراس

لا تزال ثورة ديسمبر ثورة عظيمة وملهمة وناجحة للغاية. فقد طور فيها شباب الوطن وأتقنوا مناهج وانماط جديدة للمقاومة السلمية يمكن استخدامها مرارًا وتكرارًا لدحر أي طموح استبدادي في العقود القادمة
.
أيضا الطريقة التي راجت بها الثورة عززت من دور المرأة في المقاومة السياسية علي قدم المساواة مع دور الرجل ان لم تفقه. وهكذا ضاعفت الثورة من اعداد محبي الحرية وطالبيها بان رسخت الدور الثوري لنصف المجتمع الذي كان مغيب لدرجة بعيدة سابقا . وهذه نقلة ثورية تاريخية علي مستوي السياسة والاجتماع ودور المرأة في المجتمع وقضايا النوع.
هذه الإضافات العظيمة للتراث الثوري وأساليبه قد وسعت مساحة الحرية واثرتها نوعيا ويمكن استخدامها لعقود للدفاع عن الحرية والارتقاء بها والحد من نطاق الاستبداد.
أيضا اكسبت ثورة ديسمبر الثوار ثقة وميزة نفسية في توازن القوة مع الطغاة. في الواقع ، من ديسمبر 2018 فصاعدًا ، سوف يهتز الطغاة فقط إذا هدد الشباب بالعودة إلى تكتيكات المقاومة التي طوروها في ثورة ديسمبر وسيرتعدون من شبح التكتيكات التي يعلمونها جيدا حتى قبل ان تبدا.
أكبر اخفاقات الثورة هي أنها لم تنتج قادة منها ولها وبها ومعها يتمتعون بالقدرات الفكرية والالتزام الثوري. ونتيجة لذلك ، صعدت قيادات فرضت نفسها كأمر واقع وقضاء التاريخ وقدره وكانت اكثر شوقا واهتماما بالتسوية مع الخارج وبنية السلطة القديمة أكثر من اهتمامها بتحقيق أهداف الثورة.
لكن كل هذا طبيعي ومتوقع . فالثورة عملية مستمرة وليست حدثا واحدا لمرة واحدة ومدي التاريخ طويل يقاس بالقرون. في الامتداد العظيم للتاريخ ، ستون عامًا لا تساوي الكثير ، إنها مجرد قطرة في بحر الزمن الواسع.
الكفاح من اجلا الانعتاق من ربقة الظلم والحرمان ليس كفاح يوم أو أسبوع أو شهر أو سنة ، إنه كفاح العمر الذي يتمدد عبر الأجيال. وثورة الالف ميل تبدا بخطوة ومن سار علي درب الحرية وصل.

معتصم أقرع

Exit mobile version