ما كنت أود الحديث عن لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ولا التعليق عن أعمالها، بل ولطالما دعمت ما تقوم به من عمل يرد عن العالمين كيد ذلك النظام ويكشف أوجه فساده القبيحة للناس، لكنّي وللأسف الشديد أجد نفسي مضطراً اليوم للحديث عنها بل وانتقادها نقداً لاذعاً ولومها لوما شديداً، عنوان حديثي هو الزميل الأستاذ الحسن عبد الكريم عبد الله الذي تسلم خطاباً من اللجنة بتفكيكه، مع آخرين بالطبع ليس لدى الحسن مالاً ولا نوالاً اختلسه من الشعب حتى تسترده اللجنة وتفككه، لم يكن يحتكم سوى على وظيفته البائسة التي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي تتهددها تصريحات الوزير فيصل ومن جاء بهم بالتسريح، أبتها عليه ظلماً وعدواناً لجنة التمكين فنزعتها منه والعياذ بالله باسم التمكين.. يا أعضاء لجنة التمكين ألا تعلمون أنّ قطع الأرزاق كقطع الأعناق؟؟؟؟ لماذا ؟؟؟ لم يكن الحسن عبد الكريم كوزاً أو منتمياً للمؤتمر الوطني البائد، لم يكن لصاً عبّ من أموال الشعب واستُردت منه كما نسمع ونقرأ عن إنجازات لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو،ولم يكن الحسن عبد الكريم مديراً ولا وزيراً ولا مسؤولاً يتمطى على كرسيه الوثير ويهدد العاملين بالتشريد أو بالتسريح وجلب غيرهم ليكون المكان رشيقاً… بل كان وفياً لمهنه معتدلاً في سلوكه المهني يفهم قواعد هذه المهنة وما شهدته يوماً يشتط في عمل أو خصومة بل عرفته مبدعاً فناناً مرهف الأحاسيس طالما كان أول الحاضرين للإذاعة وآخر المنصرفين عنها، يروي عنه زملاؤه أنّه ظل مؤيداً للثورة حتى قبل اندلاعها عندما كانت فكرة وكان منافحاً مناصراً مدافعاً عن الديموقراطية وحقوق الناس وكان يعمل الساعات الطوال في ستديو البث المباشر لا يخطئ ولا يخشى إمكانية حدوث ذلك كان مدرباً قديراً تخرج على يديْه كثيرون في هذه المهنة مذيعين ومحررين ومعدين وغير ذلك الكثير من الأفضال التي تميزه لا أريد أن أقصم ظهره بها… وكحال الأستاذ الحسن عبد الكريم هناك آخرون شملتهم قرارات لجنة التفكيك الظالمة ومنهم على سبيل المثال الأستاذة ميادة عبد الوهاب هباش التي توجتها مواقع التواصل الاجتماعي في يوم ما نجمة الموسم في كل الإذاعات والتلفزيونات و *الأستاذ وائل محمد الحسن الذي تمكن من خلال خلال مسيرته الإعلامية من وضع بصمات خاصة وحذر منذ وقت مبكر من أنّ نظام الثلاثين من يونيو يسعى لتدمير التلفزيون، وكأنّ لجنة التفكيك تريد الآن تفكيكه وتشريد هذه الفكرة*… سبحان الله… يا لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو هؤلاء الذين ذكرتهم ليسوا من أنصار النظام البائد الذي تفككونه فاتقوا الله فيهم وفي غيرهم من المفككين باسمكم ظلماً وعدواناً فإنّ الظلم ظلمات والاعتراف بالذنب فضيلة ومراجعة النفس وتصحيح الخطأ واجب بالنسبة لمن يتولى أمانة ثقيلة مثل أمانة مهنتكم هذه، فهل تستجيبون للنداء وتحقون الحق وهو هنا أبلج لا يحتاج لكثير بحث أو تمحيص؟؟؟ أم ستصرون على أخطائكم وأنتم عليها محاسبون هنا وهناك وأمام أنفسكم… ألا هل بلغت، اللّهم فاشهد..
كتب محمد الكبير الكتبي