شاهدنا بحسرة مقطع (فيديو) مُتداول وجد حظه من الانتشار في الوسائط تحدثت فيه فتاة عربية بلهجة شامية عن ظاهرة سرقة أمتعة الركُاب في مطار الخرطوم ، لم يخرُج علينا من مسؤولي المطار من ينفي ما جاء بالفيديو بل وسكت حتى المُكابِر منهم عن نفي التُهمة عن اللصوص الذين اعتادوا على العبث بمحتوياتِ حقائب المُسافر القادم إلى السودان (مواطن وأجنبي) ، وسرقة كُل ما طالته أياديهم القَذِرة ، هؤلاء اللصوص رفعوا عن الفتاةِ الحرج للسخرية والحديث عن الممارسات اللا أخلاقية للذين امتهنوا هذه المهنة المُهينة ومن داوموا على سرقة أمتعة الركاب المتعوب فيها.
نُشارِك الفتاة سؤالها غير البرئ عن كيف يحدُث هذا ولماذا لا يتم القبض بسرعة على الجناة..؟
ماذا يحدُث في مطار الخرطوم ومن المسؤول..؟
لم تُبارح الذاكرة بعد صورة العامل الذي ضبطته السُلطات الأمنية في المطار مُتلبساً بسرقة بعض الأمتعة قبل شهور قلائل ، وقد رأينا صورته والمسروقات التي سطا عليها أمامه ، واستبشرنا خيراً بأنّ اللص الخفي المُراوغ الذي ظلّ يُغافل الرقيب ويعبث بحقائب الناس باحترافية سقط أخيراً في أيدي السُلطات وسيجد من العقاب ما يستحقه ويُصبح من بعد عبرة لمن تُسوّل له نفسه بالسرقة مرة أخرى ، وظنّنا أنّ الوصول إليه سيجعل عين الرقيب في المطار مُستيقظة على الدوام للمتابعة والمُراقبة (الممكنة) جداً في مطارٍ موصوف (مجازاً) بالدولي ، وبعضهم يجزم بأنّ محطات البص في بعض الدول (الأفريقية) أحسن حالاً منه.
من السارق..؟
استفحال الظاهرة يدُل على أنّ اللص صاحب الصورة لم ينل العقاب المُستحق الذي يحسم تمددها واستمرارها إذ ظلّت ألسنة البعض من القادمين إلى الخرطوم تجأر بالشكوى من فقدانهم لأمتعتهم ، بالرغم من انتشار الأجهزة الأمنية في المطار وبالرغم من عدم ازدحام المطار بالسفريات الكثيرة ، ولكن ماذا نقول مع المرضى أصحاب النفوس الضعيفة الذين هانت عليهم أنفسهم وباعوها للشيطان بثمنٍ بخس لم يُراعوا فيه سُمعتهم الشخصية ، وأضرّوا بأفعالهم المُشينة بسمعة السودان الوطن المأزوم.
من يحمي هؤلاء اللصوص ويتغافل عن أفعالهم ..؟
الواضح أنّهم قد تعاهدوا وتواثقوا فيما بينهم على أن لا تكتمل فرحة القادم إلينا بأفعالِهِمُ الدنيئة وأخذهم بالباطل ما لا يخُصهم ، لقد خان هؤلاء الأمانة باستغلالهم لوظيفتهم التي مكنتهم من استلام الحقائب لايصالها لأصحابها كاملة غير منقوصة لا لضياعها وسرقة ما فيها ، لقد فضحتمونا بقُبِح أعمالكم وضُعف أخلاقكم ووضاعة أفعالكم وأنتّم تسطون بلا مُبالاة وبلا حياء على أمتعة الناس بلا تمييز غُرباء كانوا أم من بني جلدتكم الذين أرهقتهم الغُربة وضيّعت سنوات عُمُرهم.
رسالة إلى أولي الأمر .
سارعوا بالوصول إلى السارق (الحقيقي) قبل فوات الأوان ، ويكفي المطار ما موصوف به من قبحِ المعاملة وكآبة المنظر .
***********
زاهر بخيت الفكي – صحيفة الجريدة