تؤكد كل مؤشرات الأمر الواقع في كل مكان في الكرة الأرضية، أن الموجة الأولى لكورونا والموجة الثانية لكورونا قد أشاعتا الرعب في جميع دول العالم بسبب الأعداد المليونية للإصابات والوفيات وأن كورونا قد حاز الآن على لقب عدو البشرية رغم واحد ، والموكد أيضاً أن البشر يكرهون كورونا كرهاً شديداً لا حدود له لا بسبب الإصابات والوفيات الكورونية المليونية فحسب بل بسبب الاحتباس المنزلي وحظر التجول وإغلاق الأسواق وأماكن العمل ، وارتفاع نسبة العطالة الإجبارية وزيادة جرائم العنف المنزلي في كل أرجاء العالم فكورونا قد دخل على البشرية بالساحق والماحق والبلاء المتلاحق كما يقول بعض كبار السن ، وأصبح البشر يركزون على الأمل الباقي الوحيد وهو الحصول على لقاحات كورونا البريطانية أو الأمريكية أو الصينية أو الروسية للتخلص من هذا الكورونا المخيف علماً بأن أولوية تعاطي اللقاحات ستكون متاحة لشعوب دول العالم الأول الغنية والتي يقال إنها ستقوم بتطعيم جميع مواطنيها ثم تقوم بتخزين اللقاحات للأجيال القادمة ولسان حالها يقول: الزيت لو ما كفى البيت حرمان على الجيران ، وقد لا تتمكن شعوب دول العالم الثالث الفقيرة من الحصول على اللقاحات بالكمية المطلوبة فقد يحصل على اللقاح واحد فقط من كل عشرة من مواطنيها، لكن هناك سؤال غريب بعض الشيء وهو: هل هناك أناس في هذا العالم يحبون كورونا ويتمنون استمراره ويرجون أن تفشل اللقاحات في وقف انتشاره؟!
يقول البعض إن كورونا قد تسبب في تحقيق أرباح خيالية لشركات الانترنت وشركات الصابون والمعقمات وشركات انتاج الكمامات، وأن أصحاب تلك الشركات سيصبحون أغنى أغنياء العالم وبالتالي فإن هؤلاء يحبون كورونا بشكل أو بأخر ولو لم يصرحوا بحبهم له أو لنا لأن كورونا يحقق مصالحهم ولأن البشر يحبون المال حباً جما فهم يحبون المتسبب في تحصيلها حتى لو كان هو كورونا سيء الذكر وسيء الصيت!
القَدوم هو آلة خشبية تنتهي بمقدمة حديدية معقوفة ويستخدمها النجارون لنجر الخشب، لكن السودانيين يطلقون كلمة قدوم على الفم ولا أحد يدري ما سبب ذلك، المهم أو غير المهم في الموضوع أن هناك شخص مسكين في إحدى المدن السودانية كان يعاني الأمرين قبل مجيء كورونا، فما أن يظهر في أي شارع في الحي الذي يسكنه بمدينة الخرطوم حتى يزفه جمع من الصبية الأشقياء وهم يتصايحون (قدوم كلب)، (قدوم كلب)!! فيقوم بمطاردتهم وشتمهم فيهربون ومن ثم يعاودون الصيحات القدوم كلبية وتستمر المطاردات التي كانوا يستمتعون بها أشد الاستمتاع ويشاركون فيها بحماس صبياني منقطع النظير باعتبارها هوايتهم المفضلة ولا يكفون عن ممارستها مهما حاول بعض الكبار زجرهم وتأنبيهم على قلة أدبهم، لقد تكاثرت الصيحات القدوم كلبية إلى درجة أن كل سكان الحي قد نسوا اسم ذلك الشخص المسكين بعد أن احتل لقب قدوم كلب مكانه بجدارة!! الآن وبعد مجيء كورونا، اختفى قدوم أو فم ذلك الشخص خلف الكمامة ولم يعد الصبية قادرين على رؤيته ومن ثم أقلعوا عن مناوشة قدوم كلب الذي أصبح لسان حاله يصيح: أنا أحب كورونا ولن أنزع الكمامة من فمي حتى لو رحل كورونا نهائياً من الكرة الأرضية!!
اتصلت إحدى النساء المغتربات بقريبتها في السودان بغرض التحية وتبادل الأخبار، ثم قالت لها، اعطيني بنتك الصغيرة لأسلم عليها، أمسكت الطفلة الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها سبع سنوات الجوال وتحدثت مع المرأة المغتربة ثم قالت لها بحماس طفولي بالغ: والله أنا يا خالتو بحب كورونا!! ردت عليها المرأة بدهشة؟! يا بنت كيف تحبين الكورونا؟!! ردت الطفلة الصغيرة بحماس متزايد: أحب كورونا لأنه أغلق المدرسة أنا أكره المدرسة يا خالتو والآن ألعب في البيت طول اليوم!!
في الختام لا نملك إلا أن نقول رغم أنف أو قدوم محبي كورونا: اللهم يسر الحصول على لقاح كورونا لمواطني العالم الثالث المساكين ونجنا جميعاً من شر كورونا اللعين، آمين يا رب العالمين
فيصل الدابي – صحيفة السوداني