قحت تقوم ( بالدفرة)

أعلن المتحدث الرسمي باسم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير بأنهم أخطروا تنسيقيات التحالف بالولايات برفع أسماء ممثليها في المجلس التشريعي، مؤكدا أن يوم ١٦ من ديسمبر الجاري سيكون آخر يوم لاستلام قوائم الممثلين، وهي خطوة منتظرة منذ وقت طويل ولكن لا يخفى على أحد أن الإسراع الواضح في الخطوة والذي أعطى تنسيقيات الولايات فترة اقل من عشرة أيام لتسمية ممثليها هو استعجال يظهر هذه الخطوة المطلوبة وكانها كرت تكتيكي مقصود اطلاقه المتعجل من اجل العبور فوق تحديين حقيقيين يواجهان قحت والحكومة الانتقالية في الوقت الراهن وهما تحدي الرفض الذي يواجهه مجلس الشركاء والخلاف حوله داخل قوى الحكومة نفسها والتحدي الثاني هو الدعوات التي بدأت تتعالى لمليونية ذكرى ثورة ديسمبر في ١٩ ديسمبر القادم وظهور بعض الأصوات التي تطالب بتحويلها إلى مليونية إسقاط الحكومة الثورة.

يعلم الجميع ان قوى الحرية والتغيير ليست بخير وان أحزاب وشخصيات محددة ذات وزن ضعيف داخليا وخارجيا تسيطر على مركزية الحرية والتغيير، كما لا يبدو أنه همسا ان المتحدث الرسمي نفسه غير مستبعد انه على وفاق كبير مع مراكز السلطة الأخرى في مجلس السيادة والوزراء، وهو أمر يبدو تفسيره غامض، إذ من جهة يبدو الأمر قوة وديناميكية وفعالية لملء فراغ انعدام الوزن الذي تعاني منه قحت منذ تجميد حزب الأمة لموقعه داخلها ثم أخيرا انسحاب الحزب الشيوعي منها، ومن جهة أخرى يبدو الأمر هيمنة غير مرغوبة وفهلوة في جر الجميع خلف تحركاته الانفرادية، والتي لا تتعلق بأمور بسيطة او أعمال عامة أو بيانات أو أحاديث للصحافة، بل الأمر يتعلق بدولة ووطن وثورة تواجه مرحلة دقيقة في تاريخها تستوجب وحدة حقيقية وعمل جماعي ومؤسسي للعبور فوق المطبات.

الرضا عن الحكومة في الشارع متدن جدا، والوضع الاقتصادي وكرونا جردا الحكومة الانتقالية الحالية من أدوات عمل وقصص نجاح كثيرة، وبالتالي مهم العمل على تأسيس المؤسسات مادام ان الوضع التنفيذي ليس على ما يرام، وعلى رأس هذا التأسيس بلا شك تكوين المجلس التشريعي والمفوضيات واشراك طيف واسع من شركاء الثورة وعلى رأسهم لجان المقاومة والشباب عبره، كما يتطلب هذا التأسيس ايضا القيام بإعادة هيكلة قحت ولملمة شاتتها واحتضان المجمدين والمنسحبين وإعادة رص الصفوف من أجل مواجهة الحقيقة القائلة بأن هذه الفترة الانتقالية ملك للجميع وأنها يجب أن تمضي بوحدة الجميع نحو المرحلة الانتخابية بأقل الخسائر والا فإن الجميع سيكون خاسرا اذا ارتدت البلاد إلى الشمولية او انزلقت إلى الفوضى والمواجهات المسلحة.

يوسف السندي – صحيفة التحرير

Exit mobile version