الفريق أول عبدالفتاح البرهان خلال مخاطبته مناورة تهارقا 4 حسب ما جاء بموقع باج نيوز أقرّ بعجز الحكومة الانتقالية الكامل وزيادة مُعاناة المواطن وتحدث عن الظروف المعيشية التي يواجهها المواطن بسبب ارتفاع التضخُم وارتفاع أسعار السلع والخدمات وتراجع سعر صرف العُملة المحلية بعد مرور عام كامل من تقلدها الأمور في البلاد ، ما جئت به يا سعادتك معلوم للجميع ، والمواطن الموجوع لا يحتاج لمن يشتكي بلسانه عن حجم العنت والمُعاناة التي يشعر بها بسبب العجز الحكومي المعلوم.
الجديد عندك شنو يا سعادة..؟
لقد شبع المواطن من الوعود التي كان يطلقها قادة الإنقاذ كلما احتشدت لهم الجماهير ، وسُرعان ما تذهب الرياح بتلك الوعود قبل أن تنّفض الجماهير وقبل أن يترجّل المسؤول من مكانه ، وكثيراً ما كانوا يعزفون على وترٍ المعاناة كُلما أحسوا بتملّمل المواطن وضيقه من سياساتهم العجفاء في سبيل أن يجدوا شيئاً من التعاطُف الشعبي وما وجدوه ، وكأنّنا عزيزي القارئ لم نرتحِل بعد إلى عالم ما بعد الإنقاذ ، إذ ما زالت الوعود تترى على ألسنة الساسة الجُدد ، وما زالت مُحاولات التقرُب للمواطن بمعاناته باقية فينا ، تنقصنا فقط الهُتافات سير سير يا برهان ونحن جنودك للعمران.
ما يجري اليوم في مسرح السياسة السوداني لا يشبه مُطلقاً تلك الثورة العظيمة ، ومن يُمارسون دور البطولة فيه لم يجتهدوا في إيجاد سيناريو مُختلف لتمثيله ، نفس الفيلم بكامل تفاصيلة مع تغيير الشخوص والأسماء ، ما من جديد يُذكر المُعاناة هي المُعاناة بل أسوأ والعُقد السياسية ازدادت تعقيداً على تعقيدها والنجاح في حلها يحتاج لكفاءات حقيقية من الوطنيين الخُلص ، وقد سئم المواطن اليوم في ظل عجز الحكومة الانتقالية من التسويف والبطء ، ومن الصراعات بين مكونات الحكومة (العاجزة) عن تقديم الحد الأدنى من مُعينات الحياة الكريمة ، لقد انقطع حتى الأمل والعشم بغدٍ أفضل في ظل هذه المُعطيات البائسة والواقع السياسي الكئيب.
حال المواطن يُغني عن السؤال والصراع على السلطة بين مكوناتها سبب رئيس في العجز الذي تحدثت عنه ، وما وجدتموه من صبر الشعب النبيل على المأساة التي عيشتموها له لم يجده غيركم ، رفعتُم عنه ما كان مدعوماً وطبقتُم فيه كُل النظريات وجربتُم فيه كُل السياسات ، ولم توفّروا له شيئاً بل تضاعفت الأزمات وتراجعت الخدمات ، وما من أملٍ في حلٍ يلوح في الأفق يدعوه للمزيد من الصبر على هذا الرهق ، ومن حقه أن يعيش كما تعيش الشعوب الأخرى ومن واجبكم عليه أن توفّروا له مُعينات العيش الكريم على أرضه ، وإلّا فبوابات الخُروج فيها مُتسع لكل عاجز.
وكان الله في العون.
***********
زاهر بخيت الفكي – صحيفة الجريدة