صلاح جلال يكتب: السودان والسعودية

السودان والمملكة السعودية يتشاركان الحدود على أهم ممر مائى عالمى يشكل عنصر مهم فى أمنهم القومى المشترك ، وكفاءة ونمو إقتصادياتهم، بموقعيهم الجيوسياسى يشكلان روافع ذات وزن فى أى إستراتيجية إقتصادية أو أمنية على البحر الأحمر وطنية وإقليمية وعالمية، البحر واصل وليست فاصل، فهو ينقل السفن والمصالح والثقافة والعلاقات بين الشعوب، كذلك عمق البحر تأكد انه يرقد على ثروات صخمة من البترول والغاز والمعادن أصبح إستغلالها ممكن مع تطور التكنلوجيا الحديثة، علاقة السودان بالمملكة العربية السعودية علاقة جوار وليست علاقة إختيار، يمكنك إختيار أصدقائك ولكن لايمكنك إختيار جيرانك، الذين تفرضهم عليك الجغرافيا والتاريخ والثقافة والمصالح، العلاقات السودانية السعودية علاقات رحم ومصير مشترك ومصالح متشابكة، يجب إنزالها فى موضعها وإيلاءها أهميتها المستحقة.

مشروع البناء الوطنى السودانى يقوم على حقيقة ان السودان بلد موارد طبيعية ومعدنية، تفجير مقدراته لمصلحة شعبه وجيرانه والعالم أجمع، ينتظر راس المال والتكنلوجيا الحديثة، المنظومة الخليجية عامة والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص فى مقدمتها كأفضل شركاء التنمية المحتملين للسودان، من خلال شراكة ذكية تفلح الارض البكر، وتسقى العطشي، وتغوص فى الارض من أجل إستثمار المعادن وتخلق من البحر الأحمر على ضفتيه مراكز لتوطين التكنلوجيا والتجارة العالمية لربط الشرق بالغرب، توقيع بروتكول لشراكة تجارية إستراتيجية مع المملكة السعودية يقع فى مقدمة أولويات مشروع البناء الوطنى السودانى.

المملكة العربية السعودية تستضيف على أرضها المباركة قرابة النصف مليون سودانى يقيمون مع أسرهم ويعملون بها، وهم مصدر مهم للعملة الصعبة للإقتصاد الوطنى بالإضافة لدورهم الإجتماعى الكبير كمصدة للفقر لكثير من الأسر، كما تعتبر المملكة العربية السعودية أهم شريك للسودان فى صادر المنتجات الحيوانية بما يقدر بأربعة مليار دولار فى العام، فهو سوق مهم يجب رعايته والإعتناء به وتوظيف الدبلوماسية لخدمته، هناك جيوب وتيارات صغيرة تسعى بجهالة وعدم وعى بحقائق الجغرافيا والتاريخ والإقتصاد لعزل دولة السودان عن جيرانها فى الخليج بحجج مختلفة، منها التحالف مع العسكر، وعدم الإهتمام بدعم الخيار الديمقراطى فى السودان، المعلوم ان العلاقات الدبلوماسية بين الدول تقوم على تبادل المصالح المشتركة، ولا تقوم على تصدير الأنظمة، التى تعتبر من صميم أعمال السيادة لكل شعب على أرضه، محكوم بتطوره التاريخى والإجتماعى وميراثه الحضارى، الحقيقة الجيوسياسية تقول الخليج جار للسودان وهناك مصالح مشتركة يجب رعايتها وصيانتها وتطويرها لصالح الضفتين، حقائق يسندها الواقع والتاريخ ودراسات المستقبل.
ختاما
زيارة وزير خارجية المملكة العربية السعودية للخرطوم أمس الإثنين تعتبر مواصلة لعلاقة دبلوماسية إستراتيجية بين السودان والمملكة
تجد منا كل الدعم والمساندة والرعاية، لتطويرها لتبلغ مصافها المرجو منها وعدا وفمحاٍ وتمنى للمزيد فى كافة المجالات، ونتطلع لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ابن عبدالعزيز وولى عهده والأمراء إلى ارض السودان فى المستقبل القريب.

صلاح جلال – صحيفة الانتباهة

Exit mobile version