*من نعم الله علينا أن حبانا بوطن يخلو من الزلازل والبراكين والأعاصير..
*لأن هذا الثلاثي يشكل خطراً مدمراً لاقتصاد أي بلد وخاصة دول العالم الثالث..
*بيد ان هناك طغمة باغية من البشر لا تقل في شرورها عن ذلك الثلاثي ..
*هذه الطغمة تتربص بوطنها وتنهش في جسده وتمتص دماء مواطنيه مثلهم ومصاصي الدماء في تلك الأفلام..
*أفلام الرعب التي صارت لها قنوات فضائية مخصصة..
*والطغمة الباطشة في اي وطن لا تقل في (رعبها) عن تلك الأفلام ، ان لم تكن تفوقها!!
*وخاصة اذا تسنم الحكم (فرعونا عسكرياً) أو (عقائدياً) أو (حزباً سياسياً)..
*و(العسكرية) هنا هي أذرع هذا (الأخطبوط)..
*الذي يعتصر المعارضين له حد القتل بل لا يسلم منه بقية الضحايا من المواطنين العزل، فيمتص منهم رحيق سبل أكل العيش و(يقمحهم) من خيرات بلدهم..
*لأن تلك (الخيرات) تعود على الاخطبوط وأذرعه : عيشاً رغداً ، وتطاولاً في البنيان وسيارات فخمة ومؤسسات ضخمة وأموال لا حصر لها داخل وخارج البلاد وزوجات مثنى وثلاث ورباع إضافة الي ما خفي!!
*فمهما طالت سلامة ذاك (الأخطبوط) فيوماً ما سوف يكون على آلة حدباء محمول..
*وهذه الآلة ربما تكون (سجناً) أو (إعداماً) أو (سحلاً حتى الموت مثلما حدث للقذافي)..
*أن هذا الوطن لم يرث فقط (سوءات) نظام الانقاذ ولكنه ورث ايضاً سوءات أحزابنا في الديمقراطيات السابقة..
*مع ذلك .. الوطن لا يموت ، بل يموت (الطغاة)..
*هذا الوطن محصن ضد الفناء..
*دخل حربا في جنوبه .. وعاش..
*دفع ثمنا باهظاً في غربه .. وعاش..
*فقد ديمقراطيات ثلاث .. وعاش..
*تنوعت فيه الأزمات الطاحنة.. وعاش..
*وطن عاش لأنه تجري في عروقه التنوع وقيم التسامح ولا يحبذ الغلو والشطط..
*لذا فهو لا يذرف الدمع على أي لبن مسكوب..
*وطن بتلك المواصفات وبعد ثورة ديسمبر الشامخة..
*لا نريد لمواطنيه أن (يجلدوا) أنفسهم في (بطان ذاتي) أو يشوهوا صورتهم أو يتقنوا إنكار رموزه..
*أن (جلد الذات) هوأول سلم الإحباط والمهانة..
*أن نغمة (جلد الذات) بدأت تتسرب الي أعماق عدد لا يستهان به من المواطنين الذين رأوا في الثورة خشبة خلاصهم من كل (الهوان)..
*وان كان جلد الذات أو (داء الإنهزامية) لم يصل مرحلة (الخير) في انقلاب عسكري أو مدني أو (عسكر مدني)!!
*لأن أي إنقلاب لن يجد (مؤازرة) بل سوف يقف أمامه الثوار (حائط صد) لحماية ثورتهم ..
*إن غياب قدرة حكومة الثورة على حسم العديد من الملفات العاجلة والساخنة، أصاب المواطن بالإحباط..
*وشجع الخلايا النائمة من أنصار الفساد (للصحيان) لمناهضة الثورة و(على عينك يا تاجر!!).
*وكمثال الهجمة الشرسة على لجنة إزالة التمكين والتي استطاعت ان تصل الي (جحر الضب) في الفساد بكل أوجهه ومازالت تتبع المال الآسن..
*وقد وضحت تلك الهجمة الشرسة على لجنة إزالة التمكين من خلال (حملات) تدار في مواقع الكترونية ومن خلال بعض الأقلام في صحفنا السيارة!!
*فان كانت لجنة ازالة التمكين قد ارتكبت بعض الأخطاء هذا ليس مسوغاً للمطالبة بتصفيتها حتى من (النافعين الأغبياء)..
*لأن استراتيجية ازالة التمكين هي العمود الفقري للثورة..
*ان لم يتم اجتثاث الفساد لن يكتمل بدر الثورة..
*ووفقاً لذلك لابد من مناهضة أي دعوة ذات نوايا مشبوهة تحاول تشويه عمل هذه اللجنة وتصفيتها!!
نبيل غالي – صحيفة اليوم التالي