هناك شركاء الفترة الانتقالية، وهناك أعداء الفترة الانتقالية، وهناك أصدقاء الفترة الانتقالية (و كلاب سرة) الفترة الانتقالية.
كلاب السرة هؤلاء هم الذين اختاروا أن يستمروا في دعم هذه الفضيحة على الرغم من الاستيلاء على معشوقتهم ( الثورة) بواسطة العسكر واللصوص؛ إختاروا أن يكونوا مجرد أصدقاء لإمرأة اصبحت تحت العسكر و الحركات المسلحة و القوى الكرتونية.
أصبحوا يؤيدون سلطة لا يملكون أي تأثير عليها، و لا تمثل ايا من الأهداف التي خرج الجميع من أجلها؛ مجرد حارقي بخور و أولاد أمونة (مثل ود أمونة في رواية الجنقو لبركة ساكن).
قاتلوا اولاد أمونة/ كلاب سرة الفترة الانتقالية هؤلاء ينتهكون شرف الثورة أكثر من العسكر و أسيادهم.
الموقف الصحيح الآن هو اعتبار أن الثورة يجب قتلها نهائيا، و بداية مرحلة جديدة. مرحلة لا يحتج فيها السفهاء بإمتلاكهم لصك الثورة، فهذا الصك هو الذي وضع النطيحة و المتردية فوق رؤوس الشعب السوداني؛ باسم الثورة و باسم الوريقة التافهة التي سُميت إعلان الحرية و التغيير، اصبحت الدولة مرتعا للهوانات و التافهين.
و لذلك يجب العودة الى شرعية الشعب: ان تعود السلطة لمن يمثلون هذا الشعب عبر انتخابات حرة نزيهة لا مكان فيها للصعاليك، و الحشاش يملأ شبكته.
و يجب تحرير خطاب الديمقراطية و العدالة و البناء و التنمية و النهضة من إطار الثورة و افقها الفاسد و المسموم، و طرحها في أفق وطني معافى و رحب كقضايا تهم كل الشعب، و لا يحتكرها شذاذ الآفقاق يفصلونها على مقاسهم الضيِّق حتى أصبحت مسخا مشوها بلا أي مضمون.
يجب الخروج من كل الإطار الذهني الذي صنعته ثورة ديسمبر، لأنه إطار فاسد، صُنع بواسطة قوى فاشلة و شارع ساذج و غافل، تم ترسيخه بواسطة شراكة مجرمة من البداية؛ شراكة كانت تضمر من البداية سرقة إرادة الشعب و احتكار السلطة بدون أي استحقاق.
يجب تذكُّر و عدم نسيان الاعتباطية التي تشكل بها الواقع الحالي في لحظة معينة من السيولة و وسط حالة من السكر و الهستريا و العبط. فليس هناك أي أساس متجذر للواقع السياسي الحالي، انه مجرد نتاج للعبث و الفوضى و الجهل. و الثورة مهما بلغت عظمتها و التضحيات التي قُدمت فيها لا يمكنها أن تبرر هذا الوضع.
حليم عباس