أعتقد لا تُوجد ضرورة ماثلة حالياً أهم من تشكيل الحُكومة الجديدة كمُستحق رئيسي لسلام (جوبا) ولا يظُنُن ظانٍ أن ذلك سيكون برداً وسلاماً على خليط الحرية والتغيير الحاضنة المثيرة للجدل فكُلِ من خرج منها مُغاضباً وآخرهم الحزب الشيوعي السوداني ترك الباب خلفه موارباً وتناسى عمداً بداخلها (شبشب وجلابية وبشكير) وعندما بدأ الكلام الجدّ ومضى السلام إلى غاياته وهطلت أمطار التغيير (الحامضة) بدأوا يهرعُون مذعُورين لداخل (قحت) التي غادروها بالامس! وما حالة الانفعال غير المُبرّرة ضد تشكيل مجلس شُركاء الفترة الانتقالية إلا شاهداً على ذلك. ولا أظن أن حكومة السيد حمدوك تنام ملء جفنيها كما هذه الأيام فتركت للخارج إدارة الجدال السياسي وتصريح هُنا وهُناك وأيقظت (حاجة عشة) بالامس لتحذرنا من أن ما تم هو إنقلاب (النبي يا حاجة؟) وزيرة المالية المُكلفة أراحت نفسها بتصريحها الشجاع (ما عندنا ليكم حاجة) والسيد حمدوك (مُرسال الشوق) كلما حضر إجتماعاً وعاد للبيت (شدقوهُ من جُضومو) ليعود غداً ناكراً لما أقره بالامس. وناس أبراهيم الشيخ (قاطعين كهرباء) منذ يوم الاحتفال المهيب الذي حمل فيه الرسالة الثقيلة الحقه ومن الحناجر مُباشرة (كرهتونا وجوعتونا وما دايرنك) بعدها هرول الشيوعيون خارج الحاضنه ليعلنوا إنضمامهم للشارع بعد الذى رأوه في ود الشيخ ليتبنوا (مطالب الجماهير) بمستحقات الثورة و(حكاية) محمد أحمد والرغيف والغاز هكذا قالوها وكثيراً من الهُراء ليستدروا به عطف الشارع ويتبرأوا من حُكُومتهم بعد مجئ الجبهة الثورية للخرطوم. ولكنهم بعد قرار الخميس الماضي والقاضي بتكوين مجلس شركاء الفترة الانتقالية عادوا لبيت الطاعة مذعُورين وملأوا (الاسافير) بيانات وتهديد و(تحانيس). تنكروا فيه لمشاركتهم في صياغة المادة (80) من الوثيقة الدستورية المُعدلة وتوقيعهم عليها بينما الوثيقة المُسربة عن مركزيتهم تؤكد عكس ذلك والفريق البُرهان يؤكد علمهم ومشاركتهم في المجلس ويُذكرهُم بمُرشحيهم ومن رشحهم و(كاد أن يحلف بالطلاق)! (يعني الشغلة جابت ليها كضب).
(برأيي) أن موضُوع الشيوعيين أصبح واضحاً ولا يحتاج (لدرس عَصُر) فهؤلاء لا يريدون لهذا الوطن أن يستقر ولا لإنسانه أن يعيش آمناً مُعافاُ في سربه. فيجب الأخذ على أيديهم بالحُسنى حتى لا تغرق السفينة وهذا لن يتم إلاّ بأن تمضي الحاضنة الجديدة (مجلس شُركاء الفترة الانتقالية) إلى الشوط الثاني من مُباراة النهوض بالوطن في الإسراع بتشكيل الحكومة بما يتوافق عليه المجلس مع شركاء الحُكُم دون تدخل أو وصايا وأظن أن أهم خُطوة هي أن لا يُعطى أحداً أكبر من وزنه الحقيقي مهما علا صوته وارتفع صراخُه إذا أردنا أن نتقدم خطوة للامام ويسلم الوطن، لا أريد أن أستبق ذلك بالمُناداة بفتح الملفات المعيبة والمتجاوزة لكل الاعراف والقوانين بل سنترك ذلك للوزراء الجُدُد و برامجهم ورؤيتهم لإدارة الدولة.
حقيقةً لا أرى مؤشرات تدل على أن السيَّد (حمدوك) بإمكانه أن يبقى رئيساً للوزراء في ظل إخفاقاته المُتناسلة خلال الفترة الماضية وهذه الحقيقة التي يجب أن يواجهها شركاء الحكم بشجاعة وأن يبحثوا عن البديل المُناسب بعيداً عن العصبية الآيدلوجية والجهوية القبلية ولن يعدموا مَنْ يقود الحكومة إذا خلصت النوايا. أما بقية الوزراء فمعظمهم خلّفوا من الكوارث والاخفاقات والفشل ما يجعلهم أقل من أن يُديروا جمعية استهلاكية داخل حيّ ناهيك عن وزارة. وعلى المُعترضين أن ينحنوا للعاصفة ويبطلوا (الجرسة) ويرضوا بما سيأتيهم وأن ينعتقوا من وهم الشارع فلم يعُد هُناك شارعٌ ينتظرهم بعد كل هذا الفشل فالشعب يحيا بالقمح لا بالهتاف ويتطبب بالدواء لا بالشعارات الجوفاء ويترحل عبر وسائل النقل لا بالاحلام القاعدة عن كل طموح وعمل وفضيلة.
قبل ما أنسى: ـــ
ياجماعة شكلوا حكومتكم وريحُّونا فالناس دي مكسْرة حارساكُم وقفاها أعوج ووراها مُشهاد ومشاغل دنيا والحردان خلو ليهُو حقو لمّن يجوع براهُو بجي.
إلى مُروجي الاشاعات (مع التحية): ــ
بدلاً من أن تُطلق إشاعة بموت إنسان وهو حيٌّ يُرزق! يا أخي لو ما قادر تمسك لسانك قُول (عرّس) قُول (سرق) لكن ما تقول مات! فألزموا آداب الكِضب يا جماعة!
صبري محمد علي “العيكورة” – صحيفة الانتباهة