البرهان للأمريكان.. قروشنا هسع ناو

من المعلوم أن الفريق أول البرهان رئيس مجلس السيادة، كان قد بدا غاضباً في آخر مكالمة جرت بينه وبين وزير الخارجية الامريكي المنصرف مايك بومبيو بسبب تلكؤ امريكا في إكمال إجراءات رفع اسم السودان من قائمة الارهاب باجازة قانون الحصانة رغم ايفاء السودان بكل المطلوب منه، ولم يكتف البرهان بابداء ضجره بل أطلق تحذيراً لمحدثه بأن السودان سيجمد خطوات بناء علاقته مع إسرائيل التي كانت عرابها ومهندسها امريكا، اذا لم يصادق الكونغرس على التشريع الذي يكفل للسودان حصانته السيادية التي تقيه من أي قضايا ترفع ضده مستقبلاً بموجب قانون الإرهاب الذي بموجبه وضعت الإدارة التنفيذية السودان خلال العهد البائد في ما عرف بقائمة الدول الراعية للإرهاب، وظني لو جرت أية مكالمة هذه الايام بين الطرفين البرهان وبومبيو في ظل التلكؤ و(اللولوة) الامريكية التي ما تزال قائمة، فان البرهان لن يجد ما يقوله لمهاتفه سوى ان يستلف أبيات من طقطوقة فرقة الهيلاهوب، التي يقول مطلعها (قروشي شي شي قروشي شي هسع ناو..اجيبا ليك من وييييييين يا ود الخاااال انت عارفني انا ما ماااا شغااال.. قروشي شي شي قروشي.. اجيبا ليك من ويييين يا ود الخاال تزرزرني زي النشااال)، فيقول البرهان بحسم (ولا كلمة بلا تطبيع بلا بطيخ..قروشنا هسع ناو)، وبالطبع البرهان يقصد مبلغ (الفدية) البالغ (335) مليون دولار التي دفعها السودان رغم حاجته لأي دولار لعتق رقبته وتخليصها من تحت مقصلة رعاة الارهاب، وهنا يبرز السؤال المهم حول مصير (قروشنا) طرف الامريكان اذا انهارت تسوية رفع اسم السودان من قائمة الارهاب، فحسب وسائل اعلام امريكية من بينها الصحيفة الاشهر (نيويورك تايمز)، ان اتفاق السلام الذي وقع مؤخراً بين الخرطوم وتل أبيب معرض للانهيار، ونقلت الصحيفة عن مسئولين قولهم بأن اتفاق السلام بين السودان وإسرائيل معرض بالفعل لخطر الانهيار، لافتين الى أن السودان قد ينسحب من الاتفاقيات التي توسطت فيها إدارة ترامب إذا رفض الكونجرس منحه حصانة من دعاوى الإرهاب في المستقبل، بإعتبار أن المعترضين الرئيسيين من أعضاء الكونغرس تشاك شومر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ ، وسيناتور نيوجيرسي روبرت مينيديز ما زالا متمسكين بموقفهما الشخصي بضرورة عدم اهدار حق ضحايا ١١ سبتمبر بتقديم دعاوي ضد السودان، وهذا ما يعيق اجازة قانون الحصانة للسودان والذي بدونه يصبح قرار رفع السودان من القائمة السوداء الذي يحين أجله بعد أيام قليلة بلا معنى، وعليه يصبح آخر وأقوى كرت بيد السودان هو (قروشنا هسع ناو)، وهي مبلغ ال(335) مليون دولار المودعة في حساب مشترك لصالح أسر ضحايا تفجير سفارتي امريكا بنيروبي ودار السلام، ويمكن للسودان استعادة هذه الأموال بفوائدها بموجب اتفاق التسوية الذي ينص على شطب اسم السودان من القائمة السوداء وإصدار تشريع حصانة السودان من قانون الإرهاب كإلزام مطلق للسماح بتحويل المبلغ الى مستحقيه، و…يا الامريكان اما حصانة السودان أو (قروشنا هسع ناو)..

حيدر المكاشفي – صحيفة الجريدة

Exit mobile version