مجلس شركاء تمزيق السودان!

المشهد السياسي بعد إعلان تشكيلة مجلس شركاء الحكم، بدأ يتضح جليا بأن هنالك انقلابا على حكومة الثورة في إطار المخطط الإقليمي الذي يستهدف خنق الثورة و تركيع قياداتها لفتح المجال لصعود العسكر إلى قمة القيادة ومن ثم العمل على إصلاح معائش الناس و توفير السلع الضرورية و علي رأسها الدقيق و الوقود و غاز الطبخ و ضخ كميات من النقد الأجنبي لرفع قيمة الجنيه السوداني، في محاولة لجعل جماهير الشعب السوداني تلتف حول الانقلابيين و كأن الثورة التى مهرتها دماء الشهداء و الجرحى و أرواح المفقودين كانت بهدف استبدال ديكتاتور بآخر و شغل الشعب السوداني بدوامة التصدي للعسكر و حكمهم الديكتاتوري الذي اكتوينا بنيرانه لنصف قرن من الزمان دون أن ننعم فيها بحياة مستقرة، بل دوامة من حياة المنافي و السجون و التعذيب و القتل و الترويع، هكذا وضع يجب أن يزول و الي الأبد.
مخطط تمزيق السودان الذي بدأ عمليا بواسطة عساكر المجلس السيادي و بقيادة رئيسه البرهان بإعلانه قيام مركز لشركاء الحكم قوامه ممثلين لعسكر السيادي و بعض الخارجين على قحت و بدعم بلا حدود من عناصر الجبهة الثورية التي ما وقعت على اتفاق سلام جوبا إلا بعد ضمانهم الاشتراك و المشاركة في المشروع الصهيوني لتمزيق السودان لعدة دويلات، يقوم على إضعاف حكومة الثورة و محاربتها إقتصاديا و خنقها حتى تنتفض الجماهير و تتصاعد الفوضى و عدم استتباب الأمن، احد اهم وسائل إرهاب الجماهير و هو ذات المخطط الذي يقف من وراءه الفلسطيني العميل للموساد محمد دحلان الذي ينفذ في مخطط تمزيق السودان الذي تقوده دويلة الإمارات العربية المتحدة و بصمت من مصر و دعم السعودية، و قد اعتبر تقسيم السودان احد الحلول المطروحة في قضية سد النهضة للاستفادة من حصة السودان الموحد و البالغة حوالي ١٩ مليار متر مكعب سوف يذهب منها على الأقل أكثر من ١٢ مليار متر مكعب بعد تدمير مشروع الجزيرة الذي يستهلك حوالي ٨ مليار متر مكعب.
مخطط تمزيق السودان إلى ٥ دويلات ضعيفة يسهل ابتلاعها و استعمارها و للأسف هذا المخطط تم التحضير له بخبث شديد و كان على وشك أن يبدأ فعليا و بموافقة المخلوع الذى يرتعب من كلمة الجنائية و بالابتزاز، وافق من قبل وفرط في فصل الجنوب و كانت دارفور الإقليم التالي في ترتيب التمزيق و لم يكن مثلث حمدي الذي يضم شمال كردفان و منطقة الإقليم الأوسط و نهر النيل و الشمالية إلا محاولة جادة في إطار تمزيق و تقسيم السودان، هذا المخطط الإجرامي الذي و للأسف لن يجد سوى المؤسسة العسكرية المتطلعة للحكم لتنفيذه. كل الشواهد تؤكد على أن السودان بموارده الطبيعية من أراضي زراعية سهلة و منبسطة و مياه أمطار و خزانات و جوفية وفيرة تعتبر المنقذ لأزمة الغذاء العالمية فليس صدفة أن تتهافت الصين و تركيا و كوريا و السعودية و الامارات بحجز مساحات ضخمة و في مواقع استراتيجية باجرة لمدة ٩٩ عاما. هذا خلافا للموارد الطبيعية الغنية من ذهب على سطح الأرض و خلافه، كل هذه الموارد تبرر استعجال تمزيق السودان.
مصيبة السودان في مؤسسته العسكرية التي يقوم عليها مخطط تمزيق السودان الذي تقوده دول المنطقة، التي أصبحت تمارس السمسرة و تهدف بشكل ممنهج لتمزيق السودان و محوه من الوجود. ليس صحيحا أن الثورة السودانية تهدد مستقبل الحكم لدى دول الجوار التي تطمح في نصيبها من تمزيق البلاد و ليس صحيحا أن الإمارات و السعودية تقفان ضد انتشار الإسلام السياسي في المنطقة و الثورة السودانية قدمت بيان بالعمل نجحت في إسقاط دولة الإسلام السياسي ولهذا كان تستحق أن تكافأ و تدعم الأمر الذي لم يتم، قامت كل هذه الدول بإعلان تبرعهم لدعم الفترة الانتقالية و سرعان ما حجبوا الدعم دعما للمخطط الصهيوني الرامي لخنق الثورة و إسقاطها حتى لا يقوم سودان جديد. اكتملت الصورة تمام لمخطط تمزيق السودان بعد تشكيل مجلس دعم الحكم الانتقالي الذي نصب البرهان نفسه رئيسا عليه و لم يتم اختياره و بدأت ممارسات النظام المباد في الظهور بقوة من خلال تعرض الكثيرين للتعذيب و عودة بيوت الأشباح والاعتقالات كما جاء في تهديدات على كرتي الأخيرة للثوار، و تأكيدا على انفراط عقد الأمن لدعم الفوضى المبررة لتدخل العسكر و اعلان حالة الطواري و تسلم السلطة التي بات وشيكة و بالأمس كما جاء في صحيفة الراكوبة وصول ١٦ حاوية تحمل عملة وصلت ميناء بورتسودان تم استلامها بواسطة ضباط يتبعون للتصنيع الحربي قادمة من مالطا ما يؤكد ذلك اختفاء فئات العملات الكبيرة من البنوك. كل هذه الفوضى تتزامن مع تشكيل مجلس شركاء الحكم الذي يجب أن ان يتم التصدي له لقطع الطريق أمام تمزيق البلاد.

***********

حسن وراق – صحيفة الجريدة

Exit mobile version