تابعتم خلال الفترة الماضية الشركة التي تسببت في إرجاع (50) باخرة ماشية من ميناء جدة الإسلامي، وتابعنا جميعاً الإجراءات القانونية التي اتخذت بشأنها والبلاغات التي قيدت في مواجهة الشركة ولعل دور هذه الشركة أنها قامت باستجلاب فاكسين أو مصل تطعيم كيني الصنع وليس جنوب افريقي كما اشترطت السعودية، ومنذ تقييد البلاغ والحكاية نامت، فماذا يحدث يا مدير عام الشرطة ولماذا لم تكمل إجراءات البلاغ وتقدم الشركة للمحاكمة خاصة أن الشركة ظلت تمارس عملها منذ خمس سنوات .
يساورني شك ان هنالك علاقة وطيدة بين منتجات هذه الشركة والحميات التي ضربت الولاية الشمالية وبعض أجزاء نهر النيل وتسببت في وفاة عدد من الأشخاص ولعلني أحلل لكم ماحدث بان العبوات التي تحمل لقاح الفاكسين أو المصل وعقب حقن الماشية يتم التخلص منها بإلقاء العبوة في العراء وهذا أمر خاطئ اذ يجب التخلص منها بطرق طبية وإبادة العبوة خاصة وان الفيروس لا يموت ويكون نشطاً في كل الأحوال وقادرا على إحداث المرض متى ما لامست اليد تلك العبوة والتي هي بحجم فتيل البنسلين .
لاحظنا ايضاً ان هنالك تخلفا بيطريا في بلادنا، فبدلاً من استخدام المسدس في عمليات التطعيم فانه يتم التطعيم بطريقة بدائية وعن طريق فريق طبي ويكون هنالك شخصان مهمتهما الرئيسية الإمساك بالبهيمة الى أن يتم حقنها ثم تطلق ليتم الإمساك بالتالية وهكذا وهو طريقة بدائية ولاحظنا في كثير من المناطق الخلوية ان هنالك أعدادا كبيرة من تلك العبوات ملقاة بالعراء، وهنا يأتي الصبية الصغار او الرعاة فيحملونها وبالتالي ربما يصابون مباشرة بالفيروس ومن ثم ينقلونه لأسرهم وهو أمر مؤسف يتطلب المزيد من التحري ومحاسبة كل شخص تورط في ذلك ان ثبت تورطهم حتى يتم الارتقاء بالعمل البيطري واتخاذ التدابير الوقائية حفاظاً على إنسان بلادي .
ان مسألة توريد عقاقير مخالفة أو فاكسينات غير مطابقة للاشتراطات، يتطلب اتخاذ إجراءات صارمة إما بسحب رخصة الشركة أو تقديم منسوبيها لمحاكمات، بجانب غرامات مالية تغطي فجوة حصائل الصادر إضافة الى عقوبات يجب ان تطول الشركة المصدرة نفسها لانها لم تقف على مسألة التأكد من نوعية الأمصال وتطعيم كافة البهائم ونحن نقول انه إن كانت السلطات البيطرية تتبع الطرق الحديثة باستخدام مسدس التطعيم المخصص للماشية، فذلك أمر جيد، أما اذا كانت مازالت تتبع الطرق البدائية في تطعيم الماشية فإننا نقول بقلب جامد انه من الصعب تطعيم آلاف الرؤوس من الماشية خلال يومين أو ثلاثة وان قال مسئولون بيطريون حديثاً غير حديثي هذا فهو يعد كذبا وتضليلا ليس إلا،، لذلك نجد أن هنالك الكثير من الماشية تنفق في الباخرة أو عند وصولها وهكذا ..
هاجر سليمان – صحيفة الانتباهة