هكذا فرقاء السياسة في السودان يتخبطون في كل جهة، ويلتفتون نحو كل اتجاه لا غرض لهم سوى البحث عن موطئ قدم في ساحة السياسة السودانية.
يتحدثون عن سلام (جوبا) بأنه نكرة، و يمثل صفراً على اليسار، وأنه ضد المصالحة الوطنية، وأنه قمة الخيانة، والارتماء في أحضان الأطماع الخارجية.
ثم يصبحون يتحدثون عن بنوده، وعن ما جاء به، ولماذا ترفض؟
ولما لا تثبت بنوده ويعترف بها؟
وهكذا كل من يبحث عن موطئ قدم تجده يدور حول نفسه.
لا حول قضايا الوطن.
يتحدث عن الوثيقة الدستورية باعتبارها باهتة وليست لها قيمة عندما يكون بعيدا.
وعندما يجد أن هذه الوثيقة بها ثغرة من ثغراتها تقربه سعى للاعتراف بها وتثبيتها.
حمدوك تقول عنه فشلوك وخمجوك كيف بالله عليك ترضى أن تشارك واحدا فشلوك وخمجوك؟
مجلس شركاء الفترة الانتقالية وما أدراك ما مجلس شركاء الفترة الانتقالية.
للذين يبررون وجوده مستندين بسلام (جوبا) حينا وبالوثيقة الدستورية ثانيا وبالسعي لاعتراف حمدوك به ثالثا.
كيف تستندون لسلام (جوبا) وبالأمس قلتم عنه أنه سخف وخيانة؟
كيف تستندون للوثيقة الدستورية وأقل وصف لها منكم قلتم بأنها معيبة؟
كيف تشاركون رئيس وزراء خمجوك وفشلوك؟
إنه البحث عن موطئ قدم لا أكثر.
فالذي له موقف واضح من سلام (جوبا)، ومن الوثيقة الدستورية، ومن السلطة المدنية لا يصنع له مجلسا يسمه مجلس شركاء الثورة.
وإنما الطبيعي، والمنطقي هو أن يصنع له مجلسا يسمه المجلس المناهض للفترة الانتقالية.
أي حسنة ذكرتموها في حكومة الفترة الانتقالية حتى تريدوا أن تجعلوا منها شركاء؟
أي جرأة هذه التي جعلتكم تنطقون بهذه الكلمة؟
أقلام لا هدف لها سوى الترويج لرغبة من تتبع لها.
فمرة لا وجود لسلام (جوبا) ومرة لا بد من الاعتراف ببنوده.
ومرة سرقت الثورة، ولا وجود لوثيقة دستورية، ومرة لا بد من الرجوع للوثيقة الدستورية وقراءة بنودها جيدا.
ومرة شتيمة في رئيس الوزراء، ولم يتركوا ذما إلا وألصقوه به ما لم يلصقه مالك في الخمر.
ومرة استرضاء له وطلبا منه بقبول مجلس سمي مشاركة.
بالله الذي يهاجم في السلطة المدنية ماذا يقول عن أصحاب المجلس هؤلاء؟
كيف يمكن الجمع بين أعداء وشركاء؟
إنه البحث عن موطئ قدم لا أكثر فلا العداء حقيقة ولا المشاركة حقيقة الحقيقة الوحيدة البحث عن موطئ قدم.
ربما تحصلون على موطئ قدم، وربما تبررون ذلك بأن هذا فن السياسة، وهو اللعب والمكر على كل الأوراق، والبوصلة هي موطئ قدم.
لكن الحقيقة التي تجهلونها هي أن حصيلتكم ستكون سرابا وستكون عاقبتكم كعاقبة عقبكم:
الفشل والرفض والكره.
محجوب مدني محجوب – صحيفة الانتباهة