تحكي الطرفة أن أحدهم ذهب لشراء سيارة جديدة ، فوجد كل السيارات باهظة الثمن ، ولكنه وجد سيارة قديمة وعليها تراب كثيف وسعرها مناسب ، أراد صاحب المحل أن يرفع من قيمة السيارة فقال للرجل هذه العربة بها خاصية مختلفة ..!!
قام صاحب المحل من مكانه و مسح بيده على التراب الموجود فوق السيارة. ، فخرج فوراً عفريتاً من السيارة و قال للرجل : شبيك لبيك تطلب إيه؟ قال له : جيب شاي للزبون حالاً ..!! في لحظة كان الشاي أمام الرجل ..!!
أعجب صاحبنا بالسيارة (أم عفريت ) و من فوره قام بشراءها، وسار بها إلى أن وصل إلى أرض فضاء شاسعة ، أوقف السيارة و ترجل منها و مسح على التراب من سطح العربة فخرج له العفريت نفسه و قال له شبيك لبيك عاوز أيه ..؟ : فقال الرجل عاوز تبني لي هنا قصر كبير فيه حديقة و حوض سباحة و ملعب تنس و…..
فردعليه العفريت قائلاً :حيلك حيلك إنت فهمت غلط ، أنا شاي و قهوة بس..!!
الطرفة تحكي حال أحدهم حين يعقد آمالاً كبيرة و أحلاماً عريضة على شخص أو مؤسسة (عفريت) ثم يصاب بخيبة الأمل في أن هذ الشخص أو المؤسسة محدودة القدرات و المهام ولا تلبي طموحه …!!
السيد الفريق جمال عبدالحميد مدير جهازالأمن و المخابرات العامة أين أنتم. من ما يحدث في السودان …؟؟ ، أين أنتم من أجهزة المخابرات التي تسرح و تمرح في وطننا …؟؟ أين أنتم من الدسائس والمؤامرات و النزاعات المصنوعة بعناية…؟ أين انتم من سوق الاستقطاب الذي يمارس فيه الاستقطاب على عينك يا تاجر و بأثمان بخسة ….؟!!
أستقطاب صحفيين ..؟ استقطاب رموز مجتمع …؟ استقطاب سياسيين …؟؟ حتى استقطاب جيوش …!! (كلو بي ثمنه ) و كلٌ (يكبر في كومه ) على حساب الوطن …!!
أين أنتم من بعض المواقع الإخبارية مدفوعة الثمن ….؟؟ أين أنتم من الإشاعات المصنوعة ..و الأخبار المفبركة ..؟؟ ، أين أنتم من سوق النخاسة و عملاء السفارات …؟؟
أين أنتم من الدورات الخارجية المشبوهة في بعض الدول العربية ، ألا تعلم أنها دورات يمارس فيها تخريج عدد من العملاء الجدد ليلحقوا بأساتذتهم …!!
أين أنتم من التهريب و التلاعب بحصائل الصادر و تخريب الإقتصاد…!! أين أنتم من تجار الدولار و غسيل الأموال و عصابات المخدرات ..؟ أين أنتم من السفير الذي مكث شهراً في شرق السودان ثم أندلعت بعد زيارته النيران هناك …!!
أين تقاريركم من حركة بعض السفراء في الخرطوم و طحنهم و عجينهم الخبيث. هل جهاز الأمن لم يبارح إختصاصه القديم القمع و التنكيل و إعتقال الصحفيين ، هل هو مثل ذلك العفريت لا يجيد سوى تقديم الشاي و القهوة .
أليس من حقنا أن نحلم بجهاز أمن و مخابرات قوي يزلزل الدنيا تحت أقدام الرخيصين المتلاعبين بالوطن ألا نحلم بسودان مترابط تحرسه عيونٌ مخلصة تقول لنا شبيك لبيك هذه أرض شاسعه نبنيها لكم وطناً أخضراً واعداً بالحب و القوة و الجمال …!! أين أسنانكم و أظافركم و مخالبكم لماذا أصبحتم كالحمل الوديع و الذئاب تتربص بالوطن من كل الحدود.
خارج السور :
إن السيوف مع الذين قلوبهم …كفلوبهن إذا التقى الجمعان
تلقى الحسام على جراءة حده …مثل الجبان بكف كل جبان
سهير عبد الرحيم – صحيفة الانتباهة