رائعة الشاعر السر دوليب (مين فكرك يا حبيبي) والتى أبدع بها الفنان محمد ميرغني جالت بخاطري وأنا أداعب لوحة مفاتيح الموبايل بعد يومين من لقاء حمدوك بالتلفزيون القومي أمسية الاحد الماضي. وحقيقة لم أكن مُتحمساً لقناعتي أن اللقاء لم يأتِ إلا لتنشيط ذاكرة السودانيين أن هناك رئيس وزراء إسمه (حمدوك) ما زال حيُ يُرزق وتساءلت من الذي (لكزه) وهداه لهذا اللقاء، لقناعتي أن لا جديد وأن طعم الرغيف (ياهو زااتو لم يتغير) كما رد بخيل سائلاً جاءه يطلبه رغيفاً قائلاً أنه لم يذق طعم الرغيف منذ ثلاثة أشهر فأجابه البخيل بأن طعم الرغيف هو هو لم يتغير فوجدت نفسي أردد بلاشعور (تاني حمدوك) وقادني الفضول لمتابعة اللقاء بعد يومين من بثه على أنغام محمد ميرغني:
مين فكرك يا حبيبي
مين الهداك إلياّ
جرحي قرّب يطيب
جددته تاني علياّ
لا أدري من الذى أيقظ السيد حمدوك أن (يغسل وشو) بعد طول ثبات ويذهب للقاء (الفلتة) لم يترك شيئ إلا وأحاط به كلاماً، عرّج على جميع الملفات البعثة الأممية، شركاء السلام، الشراكة مع المكون العسكري، الدعم الخارج (لم يركز عليها كثيراً هذه المرة) رفع الدعم وحكاية شراب الشاهي بين صديقين من الخرطوم وآخر من أم درمان وفلسفة الدولة وتبريرها لرفع الدعم عن المحروقات حتى لا يفكر هذين الصديقين للتلاقي من (أجل كباية شاي)، وقوف المرأة في صفوف المعاناة والمخابز إستحسنها حمدوك لأنها تؤكد حقيقة مشاركة المرأة للرجال وإسترداد حقها المهضوم (ينصر دينك ياخ)، ثم أكد على عدم المساس بحل لجنة إزالة التمكين وأكد على حقيقة الأموال الطائلة التي تم إستردادها ومساهمتها في تسيير عمل الدولة دون أن يُحدد رقماً لذلك ولا أوجه صرفها، قال إنهم لن يتدخلوا في عمل القضاء وتحدث عن تقليل عدد أفراد الحكومة القادمة دون أن يسمي أجلاً لتشكيلها ويبدو أنه السؤال قد حذف أو لم يوضع أساساً تفادياً للإحراج وقال أنهم بصدد (فكّة) بعض الوزارات كالطاقة والتعدين والصناعة والتجارة وإستحداث وزارة للسلام، قال إن لقاءه مع الحلو منفرداً (بأديس أبابا) والذي قوبل بكثير من الانتقادات يأتي من صميم عمله كرئيس للوزراء أتت به الثورة ولم يقل الشيوعيين! وعرّج على إنتقاد الفريق الكباشي لتلك (القعدة الدكاكينية) بينه وبين (الحلو) مؤكداً أنه على إستعداد تام أن يقعد ذات (القعدة) مع أي شخص من أجل الوطن. تقريباً كان هذا مختصر اللقاء والذي (برأيي) قد جاء خالياً هذه المرة من (سنصبر وسنعبر وسننتصر) لربما أشار عليه مُعد الأسئلة ومستشاروه أن يتفادها حتى لا تُفرغ اللقاء من مضمونه كما كان يحدث في لقاءاته السابقة.
أيضاً من (تواضع) الرجل قال أنه قد ضاق ذرعاً بـ (شكراً حمدوك) مطالباً أن لا يُمجد الناس الأشخاص بقدر ما طالبهم بالإلتفاف حول الفكرة حقيقة (مططُت شفتي في الحتة دي) ولا أدري من أين يسمع حمدوك (شكراً حمدوك) هذه الأيام اللهم إلا إن كان في عالمه الإفتراضي أو أن مستشاروه عمدوا أن يعرضوا مقاطع فيديو قديمة أيام (الخم) بمكتبه ليشاهدها كلما دخل وخرج غير ذلك (يطرشنا) لم نسمع بها من (زمااان). (مين فكرك يا حمدوك) والكل يؤمل أن تأتي الحكومة القادمة برئيس وزراء غيركم وشكر الله سعيكم وما بمقدوركم أن تقدموه للشعب السوداني وقد رأى منكم ما رأى. (مين فكرك يا حبيبي) لتخاطبنا في هذا اللقاء المُصطنع مُستبقاً تكوين الحكومة لتقول للناس أنا رئيس الوزراء القادم ولكن بـ (new look)، بدأ حديثك هذه المرة كسابقاته مُشبعاً بالكلمات الرّنّانة والوعود السراب وقليل من الصدق وكثير من الهروب وأكيد أن مُستشاريك سيتابعون هذه الأيام الوسائط ليقرأوا أفكار الناس وتعليقاتهم على لقاء الاحد وليقيموا أيضاً إن كان (درس العصر قد نفع أم لا)، لا توجد أزمة وقود إنما الأزمة في صيانة المصفاة والتهريب اسطوانة قديمة مُتجدده! ولأن اللقاء كان مُسجلاً فليس بإستطاعة المواطن العادي أن يتداخل معك على الهواء مُباشرةً وليس أمامه إلا أن (يحُك) أسفل حنكه مردداً (لا حولاااا) بعد كل جملة مُكررةً أو جانبت الصواب وما أكثرها. كان الأمل أن تأتي الحكومة الجديدة (بحمدوكٍ) آخر ثم لا يكون مثله ونتمنى ذلك وسنختم بما بدأنا به:
مين فكرك يا (ريسنا) .. ومين الهداك إليّا .. جرحي قرّب يطيب .. جدّدتُو تاني عليّا
قبل ما أنسى: ــ
عاجل الشفاء لطاقم حمدوك وتهنئة حارة على نجاحهم الباهر في خلو هذا اللقاء (الفلتة) من (سنعبر وسنصبر وسننتصر). والعاقبة عندكم في المسرات.
صبري محمد علي كالعيكورة” – صحيفة الانتباهة