البلاد من جحيم (الإغلاق الخارجي) إلى خطر (الإغلاق الداخلي)

(1)
] ظل الوطن على مدى (30) عاماً يعاني من جحيم الإغلاق الخارجي الذي أضعف البلاد وجعلها تعيش أوضاعاً متردية بسبب سياسات النظام البائد الذي جعل البلاد تصنف إرهابية لنعيش الضنك والمر بسبب وجود اسم السودان في قائمة الدول الرعاية للإرهاب.
] 30 عاماً ، لم نخلق علاقات خارجية او ندخل فيها إلّا صنفت على انها علاقات مشبوهة ومن اجل الارهاب وهي لم نجن منها غير العقوبات والملاحقات والمطاردات بعد ان اصبح رئيس الجمهورية موقوفاً من قبل المحكمة الجنائية.
] (30) عاماً بسبب ذلك الاغلاق ، تدهور الاقتصاد السوداني وتراجعت الخدمة المدنية وتوقفت طموحات الناس وبقي اقصاها عندهم يتمثل في الحصول على (مقعد) في مركبة عامة او (قطعة خبز).
] الكثير من المؤسسات انهارت بما في ذلك السكة الحديد وهيئة البريد والبرق وهيئة الموانئ البحرية والنقل النهري.
] اصابنا الجفاف والتصحر في مشروع الجزيرة، وتفكك التعليم ولم يبق منه غير اسماء لجامعات لا يوجد منها غير احجار الاساس.
] تصدعت وتفككت حتى قيمنا السودانية ، ووصل الفساد الى المتحف القومي للآثار بالخرطوم ولحق بديوان الزكاة وهيئة الحج والعمرة.
] ما نعيش فيه الآن من ضيق هو امتداد طبيعي لمخلفات النظام السابق – لا يستطيع وطن ان ينهض بعد ان ظل مقعداً لمدة (30) سنة ، كانت فيه الافراح مجرد مظاهر في صالات افراح يوزعها الاغنياء على الفقراء (صوراً) على مواقع التواصل الاجتماعي وكل نصيب الفقراء منه لا يتجاوز حدود (السيلفي).
(2)
] لم ننفك بعد من (الاغلاق الخارجي) الذي فرضه علينا النظام البائد بشعارات (امريكا روسيا قد دنا عذابها) و (فلترق كل الدماء) ، حتى دخلنا الى الموجة الثانية من المعاناة حينما قرر علينا (الاغلاق الداخلي) بسبب جائحة كورونا. العزاء في الاغلاق الاخير ان العالم كله يشاركنا فيه بامريكته وروسيته ، لكنه مع ذلك لا يقل خطورة من الاغلاق الذي عشناه في العهد البائد بل يزيد عليه خطورة.
] البلاد الآن لم تعد تحتمل اغلاقاً جديداً – المخاطر التي يمكن ان تكون من الاغلاق التام اخطر من الانفتاح.
] التعامل مع كورونا الآن انتقل من الطور (الطبي) ودخل مرحلة الطور (الثقافي) يجب ان نلتزم بها.
] علينا ان نطور سبل المقاومة والوقاية لفيروس كورونا مثلما فعلت جائحة كورونا في موجتها الثانية وطورت من فيروسها.
] الاغلاق التام ، لا يكفي ولا يغني من شيء.
] نحتاج الى ان نتعامل مع فيروس كورونا بوعي وإدراك.
] لم يعد ينفع الهروب والتقهقر الى الوراء.
] المكوث في المنازل في ظل اقتصاد منهار وأوضاع متردية لن يعصمنا عن جائحة كورونا. ان لم تمت بالكورونا سوف تموت بالجوع.
] على الحكومة ان تبحث لها عن حلول غير اللجوء الى الاغلاق.
] تأجيل العام الدراسي يؤخر بزوغ مستقبل قادم.
] لا تجعلوا (الاطفال) يدفعون سياسات هروبكم من مواجهة الواقع.
] اغلاق تام في ظل هذا الاقتصاد يعني القتل مع سبق الاصرار والترصد.
] وعندها لن يرحم احد الحكومة الانتقالية.
(3)
] بغم /
] ندخل اليوم في الشهر الاخير من عام 2020 م …العام الذي فقدنا فيه رموزاً وأسماء عظيمة وعزيزة على النفس.
] كان اخرهم الامام الصادق المهدي.
] 2020 – كورونا وفيضانات وصفوف لم تعرف الحكومة حتى وقتنا هذا التغلب عليها.
] تبقى شهر – لا ندري ماذا سوف يحدث في هذا الشهر؟
] اللهم اجعله خيراً.

محمد عبد الماجد – صحيفة الانتباهة

Exit mobile version