طلب البشير المخلوع إذناً من إدارة السجن بأن يشارك في تشييع، ومراسم دفن الصادق المهدي زعيم حزب الأمة.
رئيس محبوس في قضايا سرقة حكم وفي قضايا خيانة للوطن، وإبادات جماعية، واغتيالات سياسية، وقضايا فساد هذا طلبه.
هل يمكن أن يتخيل بطلبه هذا أن هذه القضايا على باله؟
حقيقة صدق من قال بأن كل من لوث يده بدماء الأبرياء عليه أن يذهب إلى (لاهاي)، ليعرف الحبس الحقيقي وليس الحبس اللعب الذي يمارس هنا في السودان.
يطلب البشير المشاركة في تشييع جثمان الصادق المهدي؟
هذا جالس في فندق وليس في سجن.
وهذا مازال يتوهم بأنه رئيس السودان، وأسد أفريقيا.
حقيقة هذا هو مفهومنا للسياسة في السودان بأنها لعب ليس أكثر.
فمنا من تركها زاهدا فيها وفي خير فيها.
ومنا من جعلها ألعوبة يحقق بها مصالحه الخاصة.
ليس غريبا أن يكون هم البشير هو المشاركة في تشييع جنازة الصادق المهدي، فإن كان دخل القصر بلعبة من شيخه الترابي حينما قال له: (أنا بمثل سجين وانت مثل رئيس).
ليس غريباً أن يكون هم البشير، وهو حكم السودان ثلاثين سنة لا يعلم من تسبب في موته، أو في قطع رزقه، أو في تشريده بل من تسبب في ضياع دينه وفي خيانته لوطنه.
ليس غريبا أن يكون همه التشييع في جنازة الصادق المهدي؛ لأنه لو كان همه الوطن، والأرض، والعرض والدين لما كانت هذه تركته في الحكم، فبسببه فقدنا أرضنا، وفقدنا العزة لديننا، وبسببه صرنا اضحوكة إذا رفعنا شعار الإسلام هو الحل.
فليكن همك يا البشير هو المشاركة في تشييع جنازة الصادق المهدي.
همك هذا كشفت به من هو الذي سجنك، ومن هو الذي يتسامر معك في محبسك.
كشفت أن من يجالسك ويسامرك يقول لك:
بأن السودان افتقدك بأن السودان ضاع من بعدك بأن السودان يحسب في الأيام لترجع إليه.
لأنه لو كان يذكرك بجرائمك وبنفاقك مع الدول العربية وبتقريبك لرحمك وأصهارك لما كان طلبك، وهمك هو المشاركة في تشييع جثمان الصادق المهدي.
لو كنت تدرك حجم الجرم الذي ارتكبته في حق السودان وفي حق مواطنيه وفي حق الإسلام لما تذكرت حتى اسم الصادق المهدي.
ارحل إلى (لاهاي) يا البشير ارحل حتى تكتشف الجرم الذي ارتكبته في حق شعبك، فمن أودعك السجن في السودان خدعك وخدع السودان، وجعل همك المشاركة في تشييع جنازة الصادق المهدي
محجوب مدني محجوب – صحيفة الانتباهة