أعلن مجلس رعاية الطفولة في السودان عزمه تدوين بلاغات ضد مدارس تحفيظ القرآن المتهمة بارتكاب جرائم في حق الأطفال.
كما أصدرت الحكومة السودانية بيانا دانت فيه “تلك الممارسات في المدارس التي تٌعرف محليا باسم “الخلاوي”، مؤكدة في البيان ذاته سعيها مع جهات الاختصاص، كوزارة الشؤون الدينية ووزارة التربية والتعليم والمجلس القومي لرعاية الطفولة وديوان الزكاة، لتقييم وضع “الخلاوي” في البلاد ووضع خطة عمل لضمان احترام حقوق الأطفال وحمايتهم من أي عنف”.
وكانت بي بي سي عربي قد بثت تحقيقا يسلط الضوء على “الخلاوي” والإساءات الممنهجة ضد التلاميذ الصغار، إذ يٌكبلُ صبية لا تتعدى أعمار بعضهم خمس سنوات، بشكل روتيني بالسلاسل بعد أن يضربهم رجال دين يتولون مسؤولية هذه المدارس.
وقد وثق مراسلنا المتخفي بعض تلك الانتهاكات سرا بالصور داخل 23 خلوة مدة 18 شهرًا في معظم أنحاء البلاد.
وخلص التحقيق إلى وجود أدلة ملموسة على اعتداءات جنسية تعرض لها بعض الطلبة، فضلا عن تكبيل بعضهم وتعرضهم لضرب وحشي.
وعقد المجلس القومي لرعاية الطفولة التابع لوزارة الرعاية الاجتماعية السودانية بالتعاون مع جمعية “إعلاميون من أجل الأطفال” مؤتمرا صحفي نوقشت فيه سُبل ضبط السلوك بالمؤسسات التعليمية في البلاد بإشراف وزارة التربية والتعليم ووزارة الرعاية الاجتماعية ومجلس رعاية الطفولة.
وأقر ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ لمجلس رعاية الطفولة، ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺃﺑﻮﺷﻴﺒﺔ، بوﺟﻮﺩ ﻋﻨﻒ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ؛ ﻣﺸﺪﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻪ ﻭاستئصاله.
وأضاف أبوشيبة أنه “لا مجال لديهم لتحمل العنف ضد الأطفال ولا سيما داخل المؤسسات التعليمية”، كما أكد أن المجلس تمكن في ظل انتشار فيروس كورونا من إعادة حوالي 10 ألف طفل من “الخلاوي” إلى أسرهم في مناطق مختلفة من السودان أغلبهم من إقليم دارفور.
وكان تحقيق بي بي سي قد كشف عن معاناة العديد من الأطفال من سوء التغذية إذ يعيشون في ظروف مزرية، ومنهم من أُجبر على النوم على الأرض في الحر الشديد، بينما تُرك المرضى منهم دون علاج.
كما حصلت بي بي سي على أدلة تشير إلى تعرض بالغين في إحدى مدارس وسط السودان إلى اعتداءات بدنية، بينما قُيد بالغوتن في أسرتهم، زعماً بأنهم يعالجون من الإدمان ومن أمراض عقلية.
وقال أحدهم لبي بي سي “هم يقيدونك بالسلاسل ويضربونك بعصا كالحمار.. نحن عبيدهم”.
كما علمت بي بي سي بوجود ادعاءات تفيد بوقوع اعتداءات جنسية في الخلوات. ويدعي محمد نادر بأنه شهد تعرض صبية للاغتصاب داخل المدرسة من قبل طلاب أكبر سناً.
B BC