يبدو ان هناك تغييرا عارما يختمر في مصنع السلطة. وقد صرح السيد عمر الدقير إنه التمس رغبة داخل قوى التغيير بإعفاء جميع الوزراء ووضع خيار لحمدوك بالاحتفاظ بالوزراء الذين يود استمرارهم.
وذكر الحاج وراق في مقال ان هناك جهات داخل التحالف الحاكم تدعو لابعاد حمدوك نفسه. وفسر اخرون تصريحات اخري للسيد إبراهيم الشيخ بان حمدوك نفسه مهدد بالتغيير. وحسب رواية خطيب انه ” عندما أعلنها ابراهيم الشيخ داوية في مسمع حمدوك بأن التغيير الوزاري المرتقب سيكون شاملا ولن يستثني أحد، ادرك حمدوك أن قحت والعسكر يعدون عدتهم لإزاحته فاشهر في وجههم كرت فض الاعتصام والحوجة لمساعدة لجنة دولية في التحقيق”.
وقيل أيضا ان هناك اتجاه لإبعاد حسن شيخ إدريس وعائشة موسى ورجاء نيكولا من مجلس السيادة ولكن هناك رأي اخر مطروح داخل المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير هو إعفاء جميع أعضاء مجلس السيادة من المدنيين وإبقاء من حققوا بعض الاختراقات (تقرأ الابقاء علي التعايشي لأنه صار اقرب للمكون العسكري بحكم عشرة جوبا واكل الملح والملاح).
تبدو هنا بعض الملاحظات:
انتقد الكثيرون أداء هذه الحكومة في الماضي القريب. ولكن رفض كبار ممثلو قحت هذا النقد ونزعوا عنه المشروعية ووصفوه بأنه استهداف غير مبرر وادعوا أن المنتقدين يساعدون الاخوان والدولة العميقة.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو إذا كان مجرد نقد أداء موظفين فانين بمثابة عمل غير أخلاقي يساعد أعداء الشعب ، فما بالك بمن يقيلهم الِي معاش ويشكك في كفاءتهم؟
النقطة الأخرى هي انه إذا كان من اُخْتِير غير كفء ، فماذا يقول ذلك عن كفاءة من اختاروه ومن يراجع جدارتهم ؟ وما هو الضمان أنهم هذه المرة سيأتون بكفاءات حقيقية؟
تم تقديم نفس الادعاءات حول التأهيل عندما تم تغيير وزراء قبل بضعة أشهر ، وكان من أبرزهم وزيرا المالية والصحة. هل تحسن أداء هذه الوزارات بعد ذهابهم وهل فاق اداء الخلف ما قدمه السلف؟
مشكلة الكفاءة هي أنه للتمييز بين المؤهل والمتوسط والدعي، يجب أن يكون الحكم صانع القرار نفسه مؤهلاً رفيع التأهيل. وإن لم يكن كذلك ، فلن يتمكن من التمييز بين البطيخة والقرعة وإنينة البيبسي.
وقد فجعت أول أيام اختيار وزارة الثورة حين بشرنا طبيب شاب بانهم سيكرموننا بوزير اقتصاد مارادوني رفيع التأهيل من البنك الدولي. حينها لم تكن المشكلة في الوزير وانما في الطبيب الذي صار قادرا علي التمييز واطلاق الأحكام عن ممارسي مهنة لا يدري عنها وعن نظرياتها شيئا من بعيد أو قريب وربما لو رشح البعض هذا الطبيب للانضمام للجنة التي تمنح جائزة نوبل في المجال لقبل بكل ثقة وافراط.
اذا قدمنا إلى كائن عادي معادلات أينشتاين المجردة وراء نسبيته جنبًا إلى جنب مع حسابات الدكتور معاوية وجداوله التي يبدو عليها تعقيد دعي عن اليوم المحتمل لبزوغ قمر رمضان، فسيستنتج الكائن العادي أن معاوية هو عالم الفلك الأكثر كفاءة , لا سيما انه مؤمن محب لرمضان. أما لو عرضت عليه رباعيات تي اس اليوت أو لزوميات أبي العلاء فربما وضعها جانبا مفضلا ترباسية جنا البابـاي.
معتصم أقرع