يوسف السندي يكتب لجان المقاومة وفيروس كرونا

يشهد السودان ارتفاعا مريعا في حالات الاصابة بفيروس كرونا، وهو كما يعلم الجميع فيروس خطير، ينتشر بسرعة فائقة، يؤدي إلى الوفاة بنسب ليست قليلة، تحاربه الآن كل دول العالم، وتجند لذلك كل قدراتها المالية والطبية والبحثية والبشرية. لجان المقاومة لها دور عظيم في محاربة كورونا، من واقع وجودها وسط الجماهير، الاستفادة القصوى من لجان المقاومة وتنظيمها ودعمها بالتدريب والآليات سيكون ذو أثر حاسم في مواجهة كورونا، وسيدعم بقوة جهود النظام الصحي لاحتواء الفيروس.

الحوجة الحالية الأعظم للجان المقاومة هي المساهمة في توعية الناس بضرورة التباعد الاجتماعي والبقاء بالبيت اذا لم يكن هناك داع للخروج والتبليغ عن حالات الاصابة والاشتباه والتنسيق لمتابعتها وتقديم الدعم والمساعدة لاصحابها، وهي ادوار يجب ان يسبقها تنظيم برامج تدريبية من وزارة الصحة ومن اللجان والاجسام الطبية المختلفة من داخل وخارج السودان لأعضاء لجان المقاومة.

تدريب أفراد لجان المقاومة على محاربة كورونا يبدأ من تعريفهم بما هو مرض كورونا، كيف ينتقل من شخص لشخص، كيف تتم الوقاية منه، كيف يتم التبليغ عن الحالات المشتبهه وكيفية العزل المنزلي وكيفية دعم الأسر التي يوجد بها مصاب مؤكدة حالته. التدريب وظيفته ان يحول عضو لجنة المقاومة إلى منصة صحية للتوعية تساعد الجماهير على اتخاذ القرار الصحيح في اللحظة المناسبة وفي مشوار التعامل مع الفيروس.

دور لجان المقاومة المدربة يمكن ان يشمل تعقيم مناطق الازدحام في الحي، تعقيم الطرقات، المنازل ،المؤسسات ، كما يشمل الإشراف على غسيل ودفن الموتى الذين حدثت وفاتهم بسبب كورونا، وكل ذلك يستهدف توفير الحماية من لجنة مقاومة الحي او القرية لسكان الحي او القرية من الإصابة بمرض كورونا وقيادتهم في السراء والضراء.
رغم انه مستبعد لكن اذا فرض إغلاق جزئي او شامل او حظر تجوال فإن دور لجان المقاومة مهم كذلك في عمليات توزيع الدعم اللوجيستي للفقراء، ولذلك اذا لم يكن أعضاء لجان المقاومة مدربين بشكل جيد ويعلمون كيفية استخدام ادوات الوقاية من كمامات وملابس واقية ومعقمات وصابون، فانهم قد يتحولون إلى مصادر لانتشار الفيروس وينقلونه بين الناس حتى في وقت الحظر.

ضباط الصحة وأطباء المراكز الصحية الموجودين في الاحياء يمكن أن يكونوا خير معين للجان المقاومة في توسيع دائرة التوعية وبناء منصة توعوية مجتمعية في كل حي، يكون مركزها في المركز الصحي حيث يتدرب اعضاء لجان المقاومة ويتزودوا بالمعينات وينطلقوا بين الجماهير لزبادة الوعي بالتعامل مع هذا الفيروس وابتكار وسائل حماية لكبار السن ومرضى الامراض المزمنة.

لجنة الأطباء السودانيين بالخليج ابتدرت منصة لتوعية وتدريب أعضاء لجان المقاومة في الموجة الأولى ويكون جيدا ان تعيد إطلاق منصاتها التدريبية مجددا، فهو دور مطلوب جدا، ويربط الخارج بالداخل، ويوسع دائرة السودانيين العاملين في محاربة كورونا، كما ينقل الخبرات والتجارب بين أبناء الوطن الواحد، ويوفر تدريبا علميا لاعضاء لجان المقاومة يجعلهم في الخط الأمامي جنبا إلى جنب مع الكوادر الصحية في مواجهة كورونا.

اذا كنت عضو لجنة مقاومة، فدورك الوطني ان تحارب هذا الفيروس وتقود جهود محاربته على مستوى القرية او الحي الذي تتبع له، لذلك حاول أن تتحصل على تدريب علمي حول سبل مقاومة ومكافحة كورونا، وقم بدورك في حماية المجتمع، فمواجهة كورونا هي حرب ندخلها جميعا ضد هذا الفيروس، تماما كما دخلنا الحرب ضد البشير ونظامه، ولكن لكل حرب طرق مختلفة ووسائل مختلفة، فتدرب على الطرق العلمية الصحيحة وكن انت القائد.

يوسف السندي – صحيفة السوداني

Exit mobile version