لا حل لمشكلة توفير العلاج لسكان العاصمة المثلثة بكلفة معقولة وتحت اشراف الحكومة بعد أن كبرت العاصمة وزاد عدد سكانها وازدحمت شوارعها إلا باتباع خطة د. مامون حميدة وهي نفس الخطة المطبقة في انجلترا وهي تتلخص في أن تقام مستشفيات طرفية في الأحياء البعيدة لعلاج سكان أحياء العاصمة هناك في مستشفيات داخل أحياءهم على أن تتحول مستشفى الخرطوم التعليمي ومثيلاتها من المستشفيات المركزية إلى مستشفيات مرجعية ينقل لها المرضى الذين لا يتاح علاجهم في المستشفيات الطرفية متزامناً مع ذلك أن يكتمل اقامة تأمين صحي فعال لكل مواطن سوداني في كل مكان في السودان.
هذه هي الخطة التي بدأتها وزارة الصحة قبل عقود من الزمان وطورها د. مأمون حميدة ولكن بعض كبار الأطباء أصحاب المصلحة في البقاء جوار مستشفى الخرطوم خدعوا البسطاء من الناس وصوروا لهم زوراً أن د. مامون تاجر ويريد أن يربح لنفسه وهذا كذب وافتراء وجهالة وحقد على الناجحين من المهنيين نعرفه من بعض من تعلموا على حساب شعب السودان في الزمن الماضي عندما كان عدد سكان العاصمة بمدنها الثلاث لا يتجاوز مائتي ألف نسمة وكانت سيارة الاسعاف تصل طوارئ الخرطوم في زمن لا يتعدى ربع ساعة من أبعد أحياء العاصمة.
هناك من قدامى الأطباء من لا يريد أن يغير ولا أن يتغير ويبقى جامداً كما اعتاد ويرفض التطوير والتحديث ويعوقه ويرفض النقاش العلمي وسماع الرأي الآخر ولا يجد غير أن يتهم غيره من المطورين بتهم كاذبة، لكنهم حتماً لن يطول صمودهم أمام قوى التحديث والتطوير التي يقودها الإسلاميين الأكفاء الوطنيين المواكبين للتطورات العالمية ليس في الطب وحده إنما في كافة مجالات الخدمات والانتاج والتعليم والثقافة والحضارة.
نصر رضوان – صحيفة الانتباهة