أين الوقود سيدي الوكيل..؟

في الأسابيعِ الماضية وأزمة الوقود في أسوأ حالاتها خرج علينا السيد وكيل وزارة الطاقة والتعدين المكلف خيري عبدالرحمن يُبشرنا بأنّ أزمة الوقود في طريقها للحل في الإسبوع القادم والبواخر المُحمّلة بالوقود قد أفرغت حمولتها في الميناء ، الحاجة الشديدة جعلتنا نُصدق حديث الوكيل لنا وانتظرنا بفارغِ الصبر انفراج الأزمة وانحسار الصفوف ، وما حملنا على تصديق حديث الرجُل أنّا قد وافقنا (قسرا) على الأسعار الجديدة المرفوع عنها الدعم ووافقنا ضمنياً على رفع الدولة يدها عن المُتاجرة في الوقود بعد أن أوكلت الأمر للشركات لتوفّر لنا السلعة بالأسعار العالمية وافقنا وقنعنا من الدعمِ ومن خيرٍ فيه في سبيل أن توفيرها ، والنتيجة أنّ الأزمة ازدادت سوءا ، استطالت الصفوف وشحّ الوقود حتى في السوق السوداء.
ثم خرج علينا والأزمة في مكانها يدعونا لمؤتمرٍ صحفي في سونا قال عنه من روّجوا له أنّ المؤتمر الصحفي في غاية الأهمية ، دفعنا الظن الحسن في الرجُل بأنّ البلاد ولله الحمد أغرقها الوقود واستبقنا المؤتمر وذهبنا بدورنا نُحلِّل اعتماداً على تصريحاته السابقة التي أعلن فيها عن انفراج الأزمة ونُبشِّر بفرح في المواطن بأنّ الوزارة (رُبما) وضعت ضوابط جديدة يُريد السيد الوكيل الإفصاح عنها في مؤتمره الصحفي هذا ، وزيادة في الظن الحسن أنّه يُريد أن يستغل منبر سونا في الاعتذار للمواطن السوداني عن حدة الأزمة في الشهور الفائتة ويُجدد وعده معه بأنّ الأوضاع الأن تحت السيطرة والوقود على قفا من يشيل ، خاب الظن وماتت الفرحة فينا عندما أعلن لنا في مؤتمره عن اصدار وزارته لقرارات خفضت بموجبها أسعار الوقود (المافي).
استلفتُ ضحكة شيخنا محمد مصطفى عبدالقادر الساخرة وأردفتها بجملته التي تعقب الضحكة قوم يا وما أظنك أن تقوم ، صعدت إلى ذهني أسئلة لن أتوانى في طرحها له لو كُنت ضمن من حضروا المؤتمر وسأطرحها له اليوم في بلا أقنعة وأتمنى أن تجد باب سيادته مفتوحاً لها ، من الذي أشار عليك بالاعلان عن هذا المؤتمر وأي رسالة هذه التي تُريد إيصالها ولمن..؟ ، من أخرج لك سيدي الوكيل هذه المسرحية البايخة في محتواها وأعدّ لك هذا السيناريو الفطير ..؟ ، واعلم بأنّ القنابير التي افترضتموها في رأس المواطن لا وجود لها وتأكد يا هذا بأنّ جسر الوصول للمواطن هو مُخاطبة الوعي فيه ومصارحته بسبب الأزمة والاعتراف بفشلِكُم في توفير الوقود ، رُبما أوجد لكم العُذر واحترم فيكم الشجاعة بدلاً عن هذا العبث الذي فعلتموه وفاقد الشئ لا يُعطيه ، واعلم بأنّ الإلهاء وسيلة عقيمة لو كانت ذات جدوى لما ترك لكم أهل الإنقاذ هذه المقاعد ورحلوا غير مأسوف عليهم.

زاهر بخيت الفكي – صحيفة الجريدة

Exit mobile version