ياو ياو……
لا أدري لماذا كتب الله الفشل وسوء التقدير على الحزب الشيوعي السوداني؟
شهد السودان بعد الإستقلال ثلاثة ثورات ناجحة، كان للحزب الشيوعي قصب السبق في تشكيل الحكومات الإنتقالية التى عقبت الثورات الثلاثة؛
ثورة ٢١ أكتوبر ١٩٦٤م، شكل حكومتها الحزب الشيوعي عبر ما عرف بجبهة الهيئات وكانت عبارة عن تجمع نقابي كان يهيمن الحزب الشيوعي على قيادة جميع النقابات تقريباً.
ولم تكمل حكومة الحزب الشيوعي عامها الأول حتى فشلت وتم حلها وتشكلت حكومة جديدة عبرت بالفترة الإنتقالية إلى رحاب الديمقراطية التي لم تستمر طويلاً لينقلب عليها الحزب الشيوعي في ١٩٦٩م ولم يستمر مع حكومة الإنقلاب غير عام واحد ارتكب فيه حماقة إنقلاب على الجناح الآخر للحزب الشيوعي، لتتم تصفية قيادات الحزب الشيوعي على يد المشير جعفر نميري.
ثورة مارس/أبريل ١٩٨٥م اتاح الله للحزب الشيوعي تشكيل حكومة الثورة من قيادات النقابات، لكن لسوء تقديرات الحزب الحمقاء فقد وجد أن تلك القيادات عبارة عن كوادر سرية للحركة الإسلامية أو مستقلين موالين للحركة الإسلامية فخاب ظن الحزب الفاشل المصاب بعمى البصيرة و سوء التقدير.
وفي حكومة ثورة الشباب التي سرقها الحزب الشيوعي، حاول أن يستفيد من اخطاءه السابقة في إختيار كوادر أكثر “راديكالية” وأطلق شعار كل كوز ندوسو دوس، وكان ذلك الشعار يحمل إشارة بأن الحزب سيقوم بعملية غربلة للكوادر التي سيدير بها الفترة الإنتقالية، وقد نجح في إختيار كوادر معادية للإسلاميين، لكنه سقط في أتون فقر القدرات و المؤهلات لدى كوادره التي اختارها لإدارة الفترة الإنتقالية.
وبعد الفشل الذريع في إدارة الدولة قفذ الحزب الشيوعي من سفينته الغارقة وترك كوادره الفاشلة تعبث بملفات الدولة إلى حين تشكيل حكومة الحاضنة السياسية الجديدة التي ورثت قحت اليسارية.
الآن الحزب الشيوعي رجع إلى مكانه الطبيعي للتغنى بالشعارات وتمجيد حركة الجماهير التي ليس لديه فيها نصيب يذكر غير دغدغة مشاعر السوقة والدهماء الذين يطلق عليهم إسم الشفاتة والراسطات والواقفين قنا، ولدى الحزب الشيوعي كوادر متخصصة في لغة تلك الشرائح المنحطة يخاطبونهم بها فيما يعرف بلغة الراندوك.
ولأن الشفاتة والراسطات هم أكثر الشرائح التي وقع عليها العبئ جراء فشل دولة اليسار بقيادة الحزب الفاشل، فإن عشم ذلك الحزب في تحريك تلك الشرائح ليملأ بها الشوارع أصبح مثل عشم إبليس في الجنة!!
Khalid Ahmed Gorashy