نسابقه دوماً..
نسابق الزمن… في الزمن بدل الضائع..
مثلما نفعل في الرياضة نفعل – كذلك – في المجالات الأخرى..
حتى الخيّاط عندنا يُسابق الزمن في لحظات أمسية وقفة العيد الأخيرة..
فصار – دوناً عن غيره – مضرب مثل في مثل حالتنا هذه فيُقال (زنقة ترزي ليلة الوقفة)..
وطلابنا يسابقون الزمن قبل موعد الامتحانات بأيام قليلة..
وربما كان مطربنا الراحل يقصد هذه الظاهرة بإكثاره ترديد عبارة (خليك مع الزمن)..
يُكثر منها خلال غنائه – رمضان زايد – حتى مات في الزمن..
شعر بوعكته التي توفي بها – كما قيل – عند مقطع (خليك مع الزمن يا)… بالضبط..
وسياسيونا سباقهم مع الزمن من أقبح أنواع هذه السباقات..
ففضلاً عن رذائل هذه العادة يضيفون إليها رذيلة الترويج الدعائي للذات… من أجل البقاء..
ولنضرب بزمننا هذا أمثلة لحكاية السباق مع الزمن..
أمثلة من الزمن الأخير هذا – المحسوب بدلاً من المُبدّد – من زمن ما قبل الحكومة الجديدة..
الحكومة التي ستضيف إلى نفسها – وإلينا – عبئاً جديداً..
عبء الزيادات الوزارية… والسيادية… والمالية… والنثريات العائشوية… والمعاناة المعيشية..
فها هو وزير الطاقة يفاجئ الناس بخفض أسعار المحروقات..
لأول مرة – من عمر حكومة الثورة – يرى الشعب سعراً يهبط بقرار رسمي… ولا يرتفع..
فقد أدمنت هذه الحكومة الرفع… بما في ذلك رفع (ضغط) الناس..
وها هي وزيرة الرياضة تبشر الشعب بمسابقتها الزمن في قضية فساد المدينة الرياضية..
تسابق الزمن الضائع… وقد كان لها من الزمن عامٌ بحاله..
وطوال هذه السنة ما كان لها من فعل سوى ضربة البداية للكرة النسوية… وضربة النهاية..
وما بينهما عراكٌ… وتخاصم… وتشاكس… وتقاضٍ..
وها هي وزيرة التنمية الاجتماعية تستغل فرصة اليوم العالمي للطفل لالتقاط صورة دعائية..
ثم تقول – من بعد عام – إن الأطفال في حدقات عيونها..
ومن أجل حدقات عيون الكرسي حرصت على أن تُظهر الصورة إنها هي؛ وزيرة التنمية..
ونسيت أن الكمامة أهم للأطفال – هذه الأيام – من ابتسامتها..
وها هو عضو السيادي التعايشي يسابق الريح – والزمن – على ظهر دراجة نحو القصر..
ويتم توثيق هذه اللحظة (التاريخية) بصور متعددة..
صور من مختلف الزوايا… والأركان… والمنعطفات؛ فالمصورون كانوا (جاهزين) جداً..
ثم لتوكيد أنه هو التعايشي خلع الكمامات أمام الكاميرا الأخيرة..
وأرصدوا المزيد من ظواهر مسابقة الزمن هذه – في الزمن الضائع – فيما تبقى من زمن..
من مكانكم الكئيب الذي أنتم فيه الآن..
خارج الزمن!!.
صلاح الدين عووضة-صحيفة الصيحة