– راج فى الأيام الفائتة وبشكلٍ واسع على منصّات التواصل الإجتماعي مقطع مصوَّر يظهر فيه السياسى المصرى د. مصطفى الفقي وهو يدفع عن نفسه تُهمة (التقلب في الإنتماء) لقبوله العمل مع كل عهد رئاسي مصري – عبدالناصر/ السادات/ مبارك – في مقابلة تلفزيونية. وقال مصطفى الفقى أو (ود الفكي) باللهجة السودانية، انا استاذ علوم سياسية، شغلتي السياسة، يعني عايزني إشتغل دبلوماسي مع عبدالناصر، ونجار مع السادات، وفرَّان مع مبارك!! وأفاض في الحديث عن نظرية التخوين السائدة في عالمنا العربى والتي يُدمغ بها كل من يخالف رأيه رأي منتقديه !! ودعى ود الفكي للإقتداء بالسودانيين في التسامح، فقال:- (السودانيون يختلفون مع بعضهم البعض سياسياً، لكنهم يحافظون على علاقاتهم الإنسانية مع مخالفيهم)، واستدل بتجربته الشخصية، عندما كان الراحل المشير النميرى يقيم فى مصر عقب انتفاضة أبريل، وكان د. مصطفى الفقى، يزوره بتكليف من الرئيس مبارك، فيجد عنده خصومه الذين يطالبون رسمياً بتسليمه لحكومة السودان !! وحكى قصة سماح النميري لخصمه محمد ابراهيم نقد – المطلوب أمنياً – بحضور اليوبيل الذهبي لمدرسة حنتوب التي تزاملا فيها، وقبل نهاية الإحتفال همس مدير المراسم في أذن نقد بالإنسحاب من مكان الحفل قبيل مغادرة الرئيس النميري حتى لا يتعرَّض للإعتقال وقد كان.
– وكأنِّى بالسودانيين يحتاجون لمن يكتشف لهم (فضيلة التسامح) وبقية خواصهم المميزة، وخلالهم الحميدة، فمن فرط ما هي معتادة لديهم لا يشعرون بوجودها فيهم !! أقول هذا وقد كتب البعض منتقداً قيام د. جبريل ابراهيم بتقديم واجب العزاء لأسرة الراحل د. الترابى عقب عودته للبلاد، وذلك من اقل الواجبات، فإن لم يكن للمرحوم الترابي أيادٍ على د. جبريل سوى إنه قام بواجب العزاء عند إستشهاد د. خليل ابراهيم لكفى !!
– كان الناس يقومون بزيارة الترابي عقب حادثة الاعتداء عليه فى كندا، وجاء محمد ابراهيم نقد مستخفياً وكان الزحام شديداً قرب منزل الترابي وأرسل تحيته وتهنئته بالسلامة للدكتور الترابى بعبارة سودانية خالصة (شَرَّكْ مَقَسَّم فوق الدَّقشَمْ) أو (إن شاء الله عَدُوِّينك) كما يقول اهل مصر، مع ان العداء بين الاسلاميين بقيادة الترابى، والشيوعيين بقيادة نقد،كان ولا يزال مستحكماً. لكنه لم يمنع التواصل والإبقاء على العلاقات الانسانية بين الفريقين، قبل أن يستنسر البُغاث !!
– التحية والتقدير لأيقونة السلام ورسول المحبة والتسامح د. جبريل وهو يسعى للم الشمل وتجاوز الاحن والضغائن، ويكرم اهل القرآن، فيقوم بواجب العزاء فى المرحوم الشيخ نورين ورفاقه الحفظة الذين انتقلت ارواحهم إلى بارئها فى حادث مرورى مروِّع. ويؤدى د. جبريل بذلك واجباً، ويرسل رسالة فى عين الوقت للقراى ومن لف لفه من الذين أرادوا الإزراء بكتاب الله المحفوظ بحفظه، ثمَّ بحفظته.
– ويبقى الأمل فى إعلاء راية التسامح، والتصالح والتصافي، حتى يسود السلام ويعم الوئام.
اللَّهم أجعلنا خيراً ممَّا يظنون، وان تغفر لنا ما لايعلمون.
محجوب فضل بدري – صحيفة الانتباهة