لفائدة القاريء.. كتبت هذا العمود قبل إعلان تأجيل بداية العام الدراسي لمدة اسبوعين..
هل تذكرون طرفة الأغبياء ، تلك الطرفة المفضلة عندي و لا أمل من تكرارها ، تحكي الطرفة لمن لم يسمعها أن هنالك قرية من الأغبياء وكان يعاني سكان القرية من وجود حفرة كبيرة بالقرية يلقى حتفه كل من يسقط فيها .
إجتمع أهل القرية الأغبياء لمناقشة الوضع مع شيخ القرية الأكثر غباءً ، إقترح أحدهم إيقاف عربة اسعاف بجانب الحفرة لحمل كل من يسقط إلى المستشفى سريعاً ، ثم أقترح آخر أن يبنوا مستشفىً بجانب الحفرة ، ثم جاء الإقتراح الذي هلل له الجميع من شيخ الأغبياء. حيث قال لهم بعد تفكير عميق و صمت طويل و تأمل ندفن تلك الحفرة و نحفر حفرة أخرى بجانب المستشفى .
الشاهد أننا حين نشاهد إجتماعات مجلس وزراء الحكومة الإنتقالية خصوصاً وزارة المالية و وزارة الصحة نشعر أنه إجتماع لأولئك الأغبياء.. برئاسة شيخ الأغبياء
و حين تقرأ تصريحات وزير التربية و التعليم مع تصريحات وزارة الصحة مقرونة مع تصريحات السيدة وزير المالية تشعر بأن هنالك حلقة مفقودة ، هذه الحلقة تلخص حالة التخبط التي تنتظم عمل الوزارات على السواء .
الإصرار المتكرر على الإعلان عن بداية العام الدراسي في موعده تنقل أليك شعوراً واحداً أن الوزارة تحاول التأكيد على نفسها بعبارة العام الدراسي في موعده .. العام الدراسي في موعده …. العام الدراسي في موعده .
وكأنهم يحاولون إقناع أنفسهم أولاً قبل إقناع المواطنين ، فحسب المعلومات التي بحوزتنا أن نسبة الإجلاس و الكتاب المدرسي الذي تم توفيره لا تتجاوز ٢٥٪ ، بمعنى أن هنالك عجزاً في الإجلاس و الكتاب بمانسبته ٧٥٪ ، طيب فاتحين المدارس ليه …!
أما إحتياطات كورونا فهذه حدث ولا حرج ، نكون كاذبين لو قلنا أو قالت الحكومة أنها تستطيع توفير بوابات تعقيم في مدخل كل مدرسة و ماسكات و معقمات و تباعد و تهوية جيدة و أجهزة لقياس درجة الحرارة .
بإختصار لأن هذه المعدات غير موجودة حتى في المستشفيات الخاصة ناهيك عن المستشفيات الحكومية أو قطاع التعليم .
أما مسألة الدراسة ثلاثة أيام هذه فلا أدري هل هي توفير للوقود أم الخبز أم لخفض مرتبات المعلمين أم لتقليل الضغط المادي على الأسر في الوجبة المدرسية و رسوم الترحيل أم ماذا..؟
خارج السور :
ما يحدث الآن ليس له سوى اسم واحد هو الإصرار على فتح المدارس في ميقاتها أخنق فطس ..
سهير عبد الرحيم – صحيفة الانتباهة