أسعدني انقشاع سحابة الأزمة عن فضاء شركة سكر كنانة، الرصيد الوطني الكبير والرقم الصحيح في منظومة اقتصادنا المنهك بالأزمات و(الكسور والبواقي) ، سرني أن تنتبه إدارة هذا الصرح لأهمية تجاوز الخلافات والمطبات حتى تحتفظ بقيمة كنانة صاحبة الحضور الباهر في ذاكرة الإنجازات، أعجبني انحيازها بشجاعة الى المطالب المهنية، وتجاوزها القوي لكل ماهو سياسي ابتغاءً لوجه الإنتاج والمصلحة الوطنية العليا.
ولطالما دعونا الى ضرورة النأي بشركة كنانة عن التسييس؛ وطالبنا الدولة بأهمية الحفاظ على الروح المهنية التي أنتجت مشروعًا نعلقه تميمة على جيد المفاخر، ليس لدينا ما نقدمه للعالم سوى كنانة؛ حينما يكون الحديث عن النجاح والتميز والانضباط والتجويد والكفاءة.
بح صوتنا ونحن نستجدي مدني عباس مدني وزير الصناعة والتجارة؛ أن يضع كنانة بعيدًا عن حسابات السياسة والتمكين وأن ينأى بها عن محاولات البعض للتشفي وتصفية الحسابات والغبائن.
سرني صدور منشور محترم وغير مسبوق للسيد عبدالرؤوف ميرغني عبدالرحمن؛ العضو المنتدب لشركة كنانة؛ عالج مطالب العاملين بطريقة مهنية ومنصفة سيكون لها مردودها الإيجابي على الأداء والإنتاج في مواسم شركة عودتنا على سخائها وهطلها العميم.
أعلن المنشور الذي صدر أمس عن تعديل في مرتبات الدرجات A وB لتساوي 300% من المرتب الشامل، وحمل تعديلا في المجموعات DوC والمرتب الشامل ليساوي 225% للدرجة D .
أقر المنشور تعديل بدل المسؤولية من 1100 الى 10000 في الحد الأدني للدرجة C ليصبح بدل المسؤولية 25000 جنيه.
أغدق المنشور الإداري من الخير على العاملين فرفع بدل المسؤولية من 4800 جنيه في حدها الأدنى إلى 15000 وطبق الزيادة عليها وفقًا للنسب ليرتفع بدل المسؤولية من 31250 الف جنيه في حدها الأدني إلى 34875 في حدها الأعلى للدرجة D.
شمل المنشور كذلك اعتماد مخصصات وحوافز الأداء والإنتاج، يتم الإعلان عنها وفقًا لتقييم الأداء والضوابط المعمول بها بالإضافة الى حافز الإنتاج السنوي المعتمد؛ الذي يتم توزيعه خلال العام المالي الحالي.
كل ما تقدم أثلج صدورنا وجعلنا نقف على ناصية الترقب لعودة مختلفة لكنانة التي توقف فيها العمل خلال الأسابيع الماضية بسبب إضراب رفع لافتات عديدة كان أهمها المتعلق بالجوانب الإنتاجية والمتصل بحقوق العاملين.
ما فعله العضو المنتدب بهذا المنشور استصحب وعيًا بأهمية البعد المهني في معالجة الأزمات وإنصاف العاملين في هذا الظرف الاقتصادي الدقيق، علمًا بأن شركة كنانة ظلت تقدم خدمات معتبرة داخل مدينة الإنتاج للعاملين تتقلب ما بين التخفيض والإعفاء الكلي.
هذا المنشور تجاوز المطالب التي جنحت الى محاولة تسييس الشركة والدفع بها في أتون التشفي وتصفية الخلافات الصغيرة، ولعلها جاءت مقنعة للعاملين بجديتها في وضع العاملين على خطوط الإنتاج والمهنية فقط بعيدًا عن أية اعتبارات أو أجندة أو أهداف أخرى.
محمد عبد القادر – صحيفة اليوم التالي