سقط (ترامب) ولم يستطع أن يكمل مشاريعه الفاسدة لدورة رئاسية جديدة.
سقط (ترامب)، ولم تستطع دول المنطقة العربية أن تقف ضده في كل سمومه الذي ظل يبثها طيلة فترة حكمه.
سقط (ترامب) ولم يسقط أذياله في المنطقة.
الدولة التي ليست لها استراتيجية خاصة تعمل على تثبيتها، وإيصالها للعالم ستصبح فريسة لسياسات كل رؤساء أمريكا، وإن بلغوا من السفه ومن العداء ومن الاستغلال والاستغفال مبلغ (ترامب).
فهي تقف الآن في الصف منتظرة القادم لتحقق له سياسته في المنطقة.
فها هو (ترامب) رئيس أمريكا الذي فشل في تجديد رئاسته ظل ينفذ في سياسته ضد المنطقة العربية دون أن يقف في وجهه أحد أو أن يعترضه أحد.
يهاجم (ترامب) ويتبعه أذياله.
فلم يفرقوا عن قصد منهم بين من يدافع عن هويته، وعقيدته، وبين من انحرف بسسب اختلال موازين العدل في العالم، وليس بسبب عقيدة أو دين.
فقاموا بتجفيف المساعدات التي تقدم من الدول الغنية في المنطقة للمحتاجين من المسلمين في العالم.
وقاموا بتغيير المناهج الإسلامية التي لن تتغير حقائقها بتغيير الزمان أو المكان.
وضيقوا وسجنوا من يدافع عن عقيدته وهويته، ولم يفرقوا بينه، وبين من وقع فريسة اختلال سياسات دول العالم.
وقفوا في وجه شعوب المنطقة التي ثارت في وجه من سلبها حريتها، وحقوقها، فأعادوها إلى ذات مربع القهر والظلم.
تبنى (ترامب) سياسة استحلاب ثروات المنطقة العربية، فتبعوه راضين ومرغمين.
تبنى (ترامب) سياسة تمكين اليهود في المنطقة، فسعى لأن تكون القدس عاصمة لهم، وحول سفارته إليها، ودعا إلى ذلك بشتى الطرق كما دعا إلى ما يسمى بـ (صفقة القرن) ليقوي من يهادن اليهود، و يساعد في تقوية شوكتهم في المنطقة.
تبنى سياسة (التطبيع) مستغلا ضعف كل دولة من دول المنطقة لوحدها سواء بسبب ضعفها السياسي أو بسبب مجابهة منافسيها في المنطقة أو بسبب انهيار اقتصادها.
تبنى (ترامب) مفهوم العنصرية البغيض حتى داخل بلده، فصار أذياله يدعون إليه بوعي، وبدون وعي.
تبنى (ترامب) ظاهرة انتشار (كورونا)، فعمل على استغلالها أسوأ استغلال سياسيا، واقتصاديا.
وحتى يغطي على كل سياسته الرعناء هذه خلق لنفسه دولا صديقة في المنطقة تسانده هي في نشر أعماله المسمومة على أن يعمل هو مقابل ذلك بتغطية كل جرائمها.
كل سياسة (ترامب) التي تمس عقيدة الأمة في إلصاقها بتهم الإرهاب الزائفة، وسياسته في تقوية، وتمكين العدو الإسرائيلي، وفي تغيير أنظمة المنطقة حتى تكون ألعوبة في يده، وفي استغلال ثروات المنطقة.
كل ذلك لم يحرك ساكنا لدى دول المنطقة وشعوبها وقادتها حيث ظلوا يركضون وراءه إلى آخر لحظة.
سقط (ترامب) ولم يسقط معه أذياله في المنطقة فهم منتظرون ومجهزون حبالهم؛ ليربطونها خلف سياسة، وأطماع القادم.
ليجرهم هو كذلك نحو مصالحه، وأهدافه التي تصب كلها ضد هوية، وعقيدة الأمة، وضد تقوية أنظمتها السياسية وضد تقوية اقتصادها، وثرواتها
محجوب مدني محجوب – صحيفة الانتباهة