* في ذهني دائماً أن العسكر يتآمرون على ثورتنا وحكومتها الانتقالية، ويد الأمن مرتخية، ولا يسعون للقيام بدورهم في حفظ هيبة الدولة، وهناك سيولة أمنية لا تخطئها العين، المحروقات تباع في السوق الأسود قريباً من طلمبات المحروقات، وفي مناطق التعدين الأهلي، وجركانة البنزين سعرها في السوق الأسود وصل إلى ثلاثة آلاف جنيه سوداني، بواقع الجالون 750 جنيهاً، وضج المرابطون في صفوف الطلمبات وطالبوا الحكومة برفع الدعم عن الوقود (ترشيد الدعم في رأي حمدوك) حتى يصبح جالون البنزين 500 جنيه ويتفادون السوق الأسود، نحن نعلم أن هناك بعض الضبطيات المبشرة ولكنها قطرة في محيط الراهن الفاسد، ارتخاء القبضة الامنية مقصود؛ من ذلك استجلاب قوات من الفاشر والخرطوم لضبط الامن في تفلتات مدينة بورتسودان، وانسحاب العسكر من تأميناتهم في اقليم نهر النيل بعد تسنم القيادة د. آمنة أحمد المكي (تسجيلات حاكمة الاقليم الشجاعة)، دون أن يكلف العسكر أنفسهم اخطار قيادة الاقليم أو التنسيق معها، حتى (حدس ما حدس!) بخزنة بربر!!، حيث “هَمْبَلونا” فـ “تْهَمْبَلنا”..
كلمة “همبول” من معجم اللهجة العامية لعون:
هُمْبُل (غرب حمر)الاهبل. قال الحمري: ماني الهُمْبُل المِطَّلِّق، هَمْبُول (س شمالية)هَوَّاب: التمثال الخشبي لاخافة الطير (م هواب) قال الشاعر الشايقي: توري بالهَمْبُول بسوق ما قالوا فتران. (قاموس اللهجة العامية في السودان – د. عون الشريف قاسم – الطبعة الاولى 1972- مادة همبل)..
* العسكر في مفاوضاتهم للشراكة مع المدنيين (ما قبل الوثيقة الدستورية مسنودين من فلول النظام البائد) جيَّروا الاتصالات بكاملها لتكون تحت سيطرتهم الكاملة تصنتاً ومعلومات واسناداً، “هَمْبَلونا” فـ “تْهَمْبَلنا”..
* أصر العسكر أن تكون التغييرات في الجيش والشرطة والأمن فقط من خلالهم، لذا لم يتم ارجاع المفصولين من العسكر إلى أوضاعهم السابقة، جيشاً وشرطة وأمناً، فأصبح كل الصيد في جوف الفرا، وهكذا “هَمْبَلونا” فـ “تْهَمْبَلنا”..
* أشرف العسكر مع مدنيي السيادي على مجريات اتفاق السلام في جوبا بمراقبة من الانتقالية ومضى عام بأكمله في “حاو وتُر، وخرج السلام بدون الحلو (جنوب كردفان) ولا عبدالواحد محمد نور (دارفور)، وأسرع حمدوك بمعالجة مشاركة الحلو بتوقيع اتفاق معه باستبعاد الدين عن الدولة (وعاد الحلو إلى طاولة الحوار وعرض المسهِّلون نماذج لفصل الدين عن الدولة من ضمنها تجربة تركيا؛ وقوف الدولة بحياد لخدمة مواطنيها بلا فرز بسبب الدين أو اللادين أو الآيدلوج فرفض الكباشي أن يوقع على الاتفاق – مصيبة مُش؟!)، ومازال موضوع اشتراك عبدالواحد يراوح مكانه، وظهرت اختلالات مسار الشرق الذي يحتاج إلى “قومان نفس تاني”، أها برضو “هَمْبَلونا” فـ “تْهَمْبَلنا”..
* “هَمْبَلونا” فـ “تْهَمْبَلنا”، إذ ما زلنا ننتظر تكوين الدستورية، ولمَّا يحدث بعدُ، وتم الحكم على قتلة الشهيد المعلم أحمد خير ولم يتم التنفيذ حتى اللحظة، في انتظار أن يتم الفحص الدستوري على اجراءات المحاكمة لغياب الدستورية، ونحن في انتظار جودو!!..
* تطبيع العلاقات مع اسرائيل الذي بدأه البرهان في عنتيبي وأصبح واقعاً الآن بعد معركة رفع اسم السودان من الدول الراعية للارهاب اصبح خصماً على استقرار الانتقالية رغم استدراك حمدوك أن التطبيع سيكون معروضاً على المجلس التشريعي حال تكوينه، وهاهو الصادق المهدي ومجموعته يناهضون أمر التطبيع والساقية لسَّا مدورة!!..
* يعقد هذه الأيام بقاعة الصداقة مؤتمر التجديد الديني الأصل والعصر بدعم من مجمع فقه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بقيادة الوزير مفرح وافتتحه نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول حميدتي، والكل يعلم أن التجديد الديني هو واجهة المرحوم الترابي في تجديده الديني ويشارك فيه الصادق المهدي بورقة ودعي له مشاركون من خارج البلاد ومعلوم أن الصادق المهدي ليس متبوعاً في هذا المجال – التجديد الديني – وانما هو تابع لأجندة الترابي، وفي حركة مسرحية ينسحب المهدي من المؤتمر بحجة التطبيع مع اسرائيل، ومن المدهش أن يقول الصادق انه هو صاحب الشرعية في الحكم ونجده يقف مطأطأ الرأس أمام سارق شرعيته (عمر البشير) ليقلده نوطاً، فلماذا لم يطالب البشير برد شرعيته له؟، ويذكرها الآن؟!، وهنا ايضاً “هَمْبَلونا” فـ “تْهَمْبَلنا”!!..
* نصيب الانتقالية من الدخل القومي الواصل للخزينة العامة لا يتعدى الـ 18% (حسب رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك) والباقي في أيدي شركات العسكر 82%، والعسكر على لسان البرهان قالوا هذه أموالنا، ولا ندري كيف يستقيم ذلك في دولة ذات سيادة، وهنا أيضاً “هَمْبَلونا” فـ “تْهَمْبَلنا”..
* حينما وصلت لجنة ازالة التمكين إلى كشف حال ابنة الخالة في الطائفة الانصارية، جقلبت الطائفة وأصرَّت أن ذلك خطاً أحمر، وتوقفت حركة ازالة التمكين عن الكلام المباح، و”هَمْبَلونا” فـ “تْهَمْبَلنا”..
* (جنود الوطن رضعو الوطن تركو المواطن في المحن): منصرفات القوات النظامية من المحروقات تشكل نسبة كبيرة من المخزون الاستراتيجي ومنصرف في غير مكانه..ضباط الشرطة (مثالاً لا حصرا) من رتبة المقدم حتى رتبة العميد يتم صرف حصتين اسبوعيا بمعدا 12 لتر للحصة الواجدة 96 لتر في الشهر اللواء 30 لتر اسبوعيا 160 لتر في الشهر غالبية اللواءات تخصص لهم سيارتان له وللاسرة رتبة الفريق الحصة مفتوحة وهي تفويل التنك وقتما يشاء وله ثلاث سيارات داخل الخدمة او خارجها (الفريق ما بيطلع معاش ليه؟، من غير ليه!) بالنسبة للقوات المسلحة المصدر لا يعلم بدقة ولكن قبل اربع سنوات كانت 220 لتر في الشهر من رائد الى عميد وحصة مفتوحة من لواء فما فوق جهاز الامن الحصص متفاوتة ما بين مفتوحة و100 لتر اسبوعيا للبكاسي ومفتوحة من عميد فما فوق، – الـ”ووب” إنو الصيانة الدورية والـ”ووبين” إنو تغيير الموديل كل اربع سنوات على الميري – (محمد مصطفى عوض – الاحصائيات من ملفات شرطية خاصة بلجنة تنظيم العمل المالي والاداري بادارة الجودة حيث كان يعمل المصدر مقرراً للجنة قبل الاحالة للمعاش – https://www.facebook.com/738836008)
* السودان يوقع اتفاقاً عسكرياً ضخماً مع روسيا يشمل سفناً بتجهيزات نووية. (صحيفة السوداني – 12 نوفمبر 2020)، – الكتراااابااا –
* في تسريبات متزامنة أن القوات المحمولة قندرانات شركات تجارية شوهدت وهي في طريقها إلى مناطق انتاج العروة الصيفية لشراء السمسم والفول السوداني ليس بغرض انتاج الزيوت والامبازات وجني القيمة المضافة – حسب توجيهات الانتقالية – بل بغرض تصدير الخام وجني العملات الصعبة، الهمبلونا فاتو ونسونا!!..
واقع الحال الآن:
* تم اختطاف الصحفي محمد جادين الذي يعمل بقسم اخبار صحيفة الصيحة في تمام العاشرة و45 دقيقة من مساء الخميس الماضي (22 اكتوبر 2020) بسيارة عسكرية من غير لوحات عليها افراد يرتدون ملابس عسكرية تطابق التي ترتديها القوات المسلحة – الجيش، وتم الاختطاف من امام وزارة الخارجية السودانية على بعد امتار من القصر الجمهوري – المجلس السيادي، جادين الذي كان في طريقه الى جزيرة توتي تمت دعوته وقيل له “اركب نقدمك”، وركب مطمئناً وشاكراً، وحينما وصل الى وجهته “ج توتي”، لم يستجيبوا له وزادوا من سرعة العربة فعلم أنه في حالة اختطاف تحت تهديد السلاح، سلكت العربة طريق الغابة وحملوا شخصاً آخر بنية التوصيل وصاح فيه جادين ألا يركب معهم وراحت صيحته أدراج الرياح، وتم اختطاف الضحية الثانية، وفي طريق الغابة الفارغ من البشر تعرضا للضرب والاهانة وجردا من مايحملان من مال وموبايلات، وتركوهم في العراء، يقول جادين أنه فتح بلاغ اختطاف تحت الرقم (11232) ضد مجهولين بقسم شرطة الخرطوم شمال (الصيحة – السبت 24 اكتوبر 2020 – بتصرف في الاختصار)..
* لاحظ بعض متظاهري 21 أكتوبر “المسيرة – اكتوبر 2020″، أن هناك عربة تاتشر بلا لوحات تحمل على متنها مجموعة بملابس مدنية ويحملون أسلحة تتصدى للمتظاهرين السلميين في مناسبة 21 اكتوبر، وشبهها المتظاهرون بما كان يحدث من جهاز أمن الانقاذ قبل سقوطه!!..
* يا عالم يا “هوووو” لقد “هَمْبَلونا” فـ “تْهَمْبَلنا” بما فيه الكفاية، ولكن أن ترجع حليمة لعادتها القديمة وينفرط عقد الأمن المهتز والمترنِّح أصلا، فهذا ما لا يمكن السكوت عليه، لابد من ما ليس منه بد، لابد من أن تسعى المؤسسة العسكرية لكشف غموض ما يجري في بلادنا، هل هو مزيد من الخنق لتكريه الثوار في حكومتهم الانتقالية؟!، أم هو شيئ آخر مختلف؟!..
تساؤل وتحليل في اتجاه الممكن:
التساؤل هو: هل يسعى العسكر إلى اعادة تمكين (انتاج) الاسلامويين في ظل الحركة الجارية في اتجاه محور “الامارات السعودية مصر البحرين” المعادي للاسلامويين؟!، والاجابة جد قريبة؛ لا: لا يسعى العسكر لاعادة انتاج الاسلامويين ولكنهم يسعون بقوة لاعادة تمكين اليمين الطائفي ابن عم الاسلامويين (لزم) اذ تحت مظلته يمكنهم الاطمئنان الى استتباب امنهم واعادة اثداء الرضاعة الى افواههم الظامئة الى حليب القطاع العام، ويصبح السودان رهيناً الى التخلف والجهل والمرض، ويستمرون هم في الرعي الجائر من مزارع المساكين والجوعى والعطشى!!..
عيسى إبراهيم – صحيفة التغيير